يواجه الفقراء في مختلف بقاع العالم تحديات جمة للاستمرار في الحياة بشكل طبيعي. لكن عندما يتحد الفقر مع الاعاقة الجسدية فأن الامر يحتاج الى إرادة فولاذية لتجاوز الصعاب.
وقصة رويدا المولودة في يوليو 1973 في آتشيه بيسار، وزوجها ساردي المولود في نفس العام في سيأنتار، شمال سومطرة في إندونيسيا إحدى الملاحم التي تتجلى فيها عزيمة الانسان على خلق حياة أفضل.
رويدة وساردي مصابان بالعمى، وينحدران من عائلات فقيرة، وكلاهما انفصل والداه عن بعضهما في مراحل مبكرة من عمرهما، كما توقف تعليم رويدة وساردي مبكراً بين الابتدائي والاعدادي. تزوجا في مارس 2003 في مدينة ميدان، عاصمة سومطرة الشمالية. وسكنا في مكان عملهما.
استخدم رويدة وساردي مهاراتهما من خلال تخصيص مكان لتوفير خدمات العلاج الطبيعي في المنزل الذي استأجراه منذ عام 2007. ولكن دخلهما كان محدودا للغاية. لذلك اضطرت رويدة إلى تربية البط إلى جانب العمل مع زوجها. كما قامت ببيع الفول المقلي من أجل زيادة دخل أسرتها.
لكن الحياة صارت أكثر صعوبة على الزوجين، بعد إنجاب الأبناء والسعي من أجل توفير قوتهم ودفع تكاليف الدراسة لهم.
والحمد لله أن أوضاعهم تحسنت بعد كفل عائلتهما أحد المحسنين عبر قطر الخيرية، وقد ساعدهم ذلك في سداد إيجار المنزل وتعليم أبنائهم الثلاثة.
رويدا: كفالة أسرتي ساعدتني على توفير التعليم لإبنائي
تقول رويدا “نحن ممتنون جدا لأهل الخير في قطر. فكفالة أسرتنا خففت عنا الكثير من أعباء الحياة. لقد ولد أبناؤنا الثلاثة بدون إعاقة جسدية، والحمد لله. لذلك نحن مصممون بقدر ما نستطيع لجعلهم لا يختبرون معاناتنا أولاً. الطريقة الوحيدة هي التعليم الجيد “
بالإضافة إلى مهارات التدليك، ساردي ماهر أيضا في استخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمكفوفين. لذا تم تعيينه معلم كمبيوتر للمكفوفين في آتشيه من قبل بعض المؤسسات التي تنظم تدريب على الكمبيوتر للمكفوفين. كما يعمل ساردي وزوجته في منظمات مجتمع مدني خاصة بالمعوقين.
في الوقت الحاضر، ساردي هو رئيس جمعية المكفوفين الإندونيسية فرع آتشيه. في حين تم تعيين رويدة كأمين صندوق في فرع بندا أتشيه لجمعية مجموعة النساء الاندونيسيات من ذوي الاحتياجات الخاصة.