حياة البشر غنية بقصص لأشخاص قد يكونون فاعلين و مؤثرين في مجتمعاتهم أو أشخاصاً عاديين تغيرت حياتهم وعرفوا قيمة السعادة في العطاء بعدما خاضوا تجربة عمل الخير ومساعدة الآخرين. وعملاً بالمثل القائل: “من رأى ليس كمن سمع”، نعرض لكم 6 تجارب تطوعية لأشخاص تحلوا بالإيجابية، وعرفوا أن الأعمال الكبيرة تبدأ بخطوة، وأن العطاء – ولو بالقليل – سيعود بالخير الكثير على المحتاجين وسعادة لا تقدر بثمن على المتطوع.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
- سلمان يوسف: إعادة البسمة لشفاه الضعفاء تغمرني بالرضا
- المهندس ياسر الجناحي : زيارتي التطوعية لدارفور علمتني الكثير
- فيصل عبد الله الهيثمي: تجارب تطوعية تجعل حياة الناس أفضل
- محمد رمضان: التطوع في العمل الإنساني يحدث فرقا في حياة المحتاجين
- محمد مبارك المهندي: فقراء يتكاتفون لمواجهة الحياة
- فاطمة المريخي: التطوع في ” ترميم” يمنحك شعور العطاء الجميل الذي لاينسى
سلمان يوسف: إعادة البسمة لشفاه الضعفاء تغمرني بالرضا
قال سلمان يوسف أحمد، أحد متطوعي فريق وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية ضمن برنامج ” المتنافسون” الإذاعي الذي تنتجه قطر الخيرية ويبث بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، زرت دولة ألبانيا لأجل تنفيذ مشاريع للتمكين الاقتصادي لمساعدة الفقراء، وهناك طفت على عدد من المناطق المختلفة لدراسة المشاريع المشابهة، والأثر الذي أحدثته في حياة محدودي الدخل.
وأضاف: زيارتي إلى البانيا، لم تكن مساهمتي التطوعية الأولى، وإنما سبقتها تجارب أخرى في العمل التطوعي، فقد شاركت مع قطر الخيرية في زيارات ميدانية وكان من بينها رحلة إلى بوركينا فاسو، واطلعت خلالها على المجهودات الكبيرة التي تنفذ بدعم من أهل الخير في قطر، وشاركت تجاربي مع الأصدقاء ومتابعي البرامج التطوعية المختلفة عبر عدد من الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولمست الأثر الكبير الذي تحدثه في حث الناس للمشاركة في العمل التطوعي والبذل لمشاريع الخير.
وأكد سلمان: أن تجارب تطوعية مثل هذه تملأ نفس الإنسان بالرضا. وقد شاهدت كثير من المناظر التي لا تنسى، وعندما تدخل قرية في بلد فقير تجد مستوى الفقر كبير جداً، والناس عاجزين عن تدبر أبسط احتياجاتهم من مأكل ومشرب وملبس، بالتأكيد فإن المساهمة لإعادة البسمة لهؤلاء الضعفاء تساوي الكثير.
المهندس ياسر الجناحي : زيارتي التطوعية لدارفور علمتني الكثير
قال المهندس ياسر الجناحي أنه يحمد الله أن وفقه من خلال برنامج ” المتنافسون ” الإذاعي، لزيارة إقليم دارفور في السودان ضمن فريق هيئة الأشغال العامة، والعمل على تمويل وإقامة مشروع ” مدرسة ثانوية بجميع مرافقها ومركز صحي ” في إحدى مناطقه المحتاجة.
وأضاف أن المنطقة التي زارها وزملائه تفتقر لأهم ضروريات الحياة ” الصحة والتعليم “، ويفترش أهلها التراب ويلتحفون السماء، فالمنازل والأسقف من القش، وطاولات الصفوف الدراسية من الخشب والحبال، الألواح الدراسية كذلك، الصف الواحد يحتوي أكثر من 50 طالبا أو طالبة، مواصلاتهم من الدواب، أو المشي لمن لا يملك وهم كثير، الطعام والشراب رغم قلته وبساطته فهو غير صحي، فلا حافظات ولا ثلاجات بل لا كهرباء أصلاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعن الدوافع التي شجعته على خوض غمار تجارب تطوعية قال ياسر الجناحي أن دافعه الرئيسي هو الاطلاع عن كثب عن معاناة الشعوب المحتاجة، لأن ليس من سمع كمن شاهد. ليضيف أنه بالرغم من الفقر الذي يعيش فيه أهل دارفور إلا أنهم يتحلون بالقناعة، كما أنهم في غاية الجود والكرم، حافظون لكتاب الله.
لختتم المهندس كلامه قائلاً: “أيقنت في هذه الرحلة أننا في نعمة كبيرة من الله تستحق الشكر الدائم. وتعلمت أن العمل التطوعي ليس حكراً على الجهات الخيرية فقط بل هو للجميع، أفراداً ومبادرات، جهات حكومية وخاصة”.
فيصل عبد الله الهيثمي: تجارب تطوعية تجعل حياة الناس أفضل
قال فيصل عبد الله الهيثمي، وهو متطوع ضمن فريق وزارة التجارة والصناعة الذي شارك في برنامج “المتنافسون”، أن للعمل التطوعي وفعل الخير متعة لا يعرفها إلا من جربها، وهي التي تعين الإنسان على السفر، وتكبد الصعاب من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين.
وأضاف الهيثمي: شاركت في رحلة سابقة الى النيجر الخاصة ببناء قرية مبادرة رحماء. وأكثر المشاهد التي هزتني هي تدافع الناس لأخذ نصيبهم من ماء البئر، وعندما رأيت لون الماء انفطر قلبي من لونه البني ، فهي مياه، على ندرتها – غير صالحة للشرب. لقد غيّرمشروع القرية حياة الناس هناك، فهي تحتوي على مرافق متكاملة وبئر تمنحهم الماء النقية.
وأضاف الهميثمي أنه سافر أيضا مع فريق الوزارة التي يعمل فيها الى اندونسيا لإقامة مجمع خدمات متكامل في إحدى القرى. ويشتمل المجمع على مدرسة مع سكن طلابي، وملاعب رياضية لسكان القرية إضافة الى بئر ومسجد، وكل هذه المرافق تحتاجها القرية بشدة ويتكلف تنفيذها اثنين مليون وثلاثمائة ألف ريال، وهي مرافق ستساهم في جعل حياة سكان القرية أفضل.
واختتم حديثه بالقول : “إن بعض الناس لا يشعر بالنعمة التي يعيش فيها ولايعرف أن هنالك ملايين الناس محرومين من أبسط الاحتياجات مثل الماء والغذاء، لذلك على المتطوع حمل رسالة الخير دائما الى الآخرين والتوعية بأحوال أصحاب الحاجة”.
محمد رمضان: التطوع في العمل الإنساني يحدث فرقا في حياة المحتاجين
قال محمد رمضان، الذي يعمل في بنك بروة،أنه قام بزيارة دولة مالي، كمتطوع ضمن برنامج “المتنافسون” .
وعن المشروع الذي يسعى فريق بنك بروة الطوعي لإقامته من خلال ” المتنافسون” الإذاعي قال: “نسعى لتنفيذ مركز خدمات متعددة يحتوي على مدرسة وبئر وغيرها من الخدمات، وهو مشروع مهم جداً لأنه يخدم عددا كبير من أبناء المنطقة الذين لا يجدون فرصة للتعليم الجيد ويعانون من نقص في الخدمات الأساسية كالمدارس والمراكز الصحية والمياه الصالحة للشرب”.
وأضاف أن مشاركته جاءت بدوافع ذاتية للمساهمة في عمل الخير. لأنه من خلال استماعه للبرنامج عبر الإذاعة، واطلاعه على موقع قطر الخيرية والمعلومات التي يوفرها ، تعرف على أهمية المشاريع التي تشيّدها قطر الخيرية للمحتاجين، والتغيير الكبير الذي تحدثه في حياة سكان المناطق التي أقيمت فيها.
وأكد محمد رضونا أن من يخوض تجارب تطوعية لابد أن يكون يحمل هذه الرسالة النبيلة للذين لم يشاركوا حتى الآن في جهود تطوعية، وملخص هذه الرسالة حثهم على أهمية مشاركتهم في عمل الخير، ونقل الصورة الايجابية التي تتركها هذه المساعدات في نفوس الفقراء والمحتاجين وقدرتهم على إحداث فارق كبير في حياة المحتاجين، بقليل من الاجتهاد، وحب العطاء لهم.
محمد مبارك المهندي: فقراء يتكاتفون لمواجهة الحياة
قال محمد مبارك المهندي، لاعب المنتخب القطري سابقا، والمحلل الرياضي بعدد من القنوات التلفزيونية، إن مشاركتي في برنامج “سفاري الخير” تحقيق لرغبة قديمة في التطوع لأعمال الخير، ووجدت في البرنامج الذي تنتجه قطر الخيرية ويبث عبر تلفزيون قطر فرصة جيدة لتحقيق تلك الرغبة.
وأضاف: زرت دولة مالي، وشاهدت معاناة الناس في القرى حول العاصمة، حيث يفتقدون أبسط مقومات الحياة المتمثلة في المياه الصالحة للشرب، رغم أنهم يعيشون قرب النهر الذي تلوثت مياهه، وفي زيارتنا للمنطقة تابعنا أو شاركنا عبر البرنامج في حفر الآبار، وبناء مركز صحي، وتطعيم الأطفال ضد الملاريا، وإجراء عمليات جراحية للذين يعانون من المياه البيضاء والزرقاء، وكانت فرحتنا برؤيتهم يبصرون مجدداً كبيرة.
وقال: رؤية الشعور بالسعادة في وجه من كفكفت دموعهم تساوي الكثير، وهي التي أعانتنا على تحمل المشاق، وقد شاهدنا الفقراء يتكاتفون بصورة رائعة لمواجهة مصاعب الحياة، وأذكر مشهدا مؤثرا جداً وذلك عندما قسمت “ساندوتش” كان معي لطفلين جائعين، فقاما بإعادة تقسيمه بينهما في صورة تعكس الإيثار الذي ربتهما عليه أسرتيهما.
فاطمة المريخي: التطوع في ” ترميم” يمنحك شعور العطاء الجميل الذي لاينسى
قالت المتطوعة فاطمة المريخي إنها شاركت في مشروع “ترميم” الذي تشرف عليه قطر الخيرية بقصد صيانة وتجديد منازل الأسر ذات الدخل المحدود في قطر لمنحهم حياة أفضل، وعملت مع فريق مكوّن من 8 متطوعات في صيانة إحدى المنازل.
وأضافت: انها عرفت عن المشروع من خلال تواصلها المستمر مع قطر الخيرية، فهي تحب التطوع وعمل الخير وشاركت في العديد من الفعاليات والمشروعات الخيرية في فترة سابقة، لافتة إلى أن روح الفريق هي ما أعانها على إنجاز كل الأعمال التطوعية التي شاركت فيها.
وأوضحت أن ترميم المنزل الذي تم بالتعاون مع المتطوعات، تطلب بداية نقل الأثاث بطريقة محددة إلى الخارج حتى لا يتلف وعقب تفريغ المنزل أجرينا عليه الصيانة المطلوبة إضافة الى الطلاء الذي أكسبه شكلاً جديداً ومختلفاً، ومن ثم أعدنا الأثاث الى موقعه وفقاً لترتيب دقيق.
وقالت إنه لا يوجد شعور أجمل من شعور العطاء وجلب السعادة للآخرين، وبقدر ماتتمنى الخير وتقدمه لغيرك ثق إنه سيأتيك أضعافه.
وقالت المريخي إن من المشاهد المؤثرة التي ستظل عالقة بذاكرتها لفترة طويلة التفاف الاطفال حول فريق المتطوعات وفرحهم أثناء قيام الفريق بعمليات الترميم الأمر الذي يؤكد أن المتطوع يترك أثرا إيجابيا أينما حلّ، فمساعدة الناس تلهم أجيالا جديدة على فعل الخير الذي سيستمر مستقبلاً، كما إننا إذا استطعنا تطوير الفرد، فإن هذا سيساعدنا على تطوير مجتمعاتنا.
يمكنك الآن أن تنضم الآن إلى قوافل المتطوعين وتتعرف على الفرص التطوعية التي توفرها قطر الخيرية.