حذر تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من احتمال تعرض ملايين الأطفال للعطش بسبب شح المياه بحلول العام 2040.
وقد جاء التقرير الذي صدر عام 2017 بعنوان “العطش للمستقبل: الماء والأطفال في مناخ متغير“، ليسلط الضوء على التهديدات التي تمثلها المصادر المستنفدة للمياه الآمنة بالنسبة لحياة 600 مليون طفل، أي طفل واحد من بين كل 4 أطفال عبر العالم، مشيرا إلى أن التغير المناخي سيساهم في تفاقم المخاطر في السنوات القادمة، بسبب نقص الموارد المائية.
ووفقا للتقرير، تعاني 36 دولة في الوقت الراهن من مستويات عالية جدا من الإجهاد المائي، الذي يحدث عندما يفوق الطلب على المياه بكثير الإمدادات المتجددة المتاحة، كما تطرق التقرير إلى العوامل التي تؤثر على نوعية المياه وتوافرها فضلا عن شبكات الصرف الصحي، من بينها درجات الحرارة الأكثر دفئا، وارتفاع مستوى منسوب المياه في البحار وزيادة الفيضانات والجفاف، وذوبان الجليد.
ويستنزف النمو السكاني، وزيادة استهلاك المياه، وارتفاع الطلب على المياه إلى حد كبير بسبب التصنيع والتحضر، موارد المياه في العالم. كما أن النزاعات التي تنشب في أجزاء كثيرة من العالم تهدد إمكانية حصول الأطفال على المياه المأمونة.
الأطفال في الدول الفقيرة أكثر عرضة لمخاطر شح المياه
كل هذه العوامل تجبر الأطفال على استخدام المياه غير المأمونة، مما يعرضهم لأمراض فتاكة مثل الكوليرا والإسهال. ويقضي العديد من الأطفال في المناطق المتضررة من الجفاف ساعات كل يوم لجمع المياه، فيفقدون بذلك فرصة الذهاب إلى المدرسة.
وأفاد التقرير أن الأطفال الأكثر فقراً والأكثر ضعفاً سيكونون الأكثر تأثراً بزيادة الإجهاد المائي، حيث يعيش الملايين منهم بالفعل في مناطق تعاني من نقص الموارد المائية المأمونة وخدمات الصرف الصحي.
كما يشير التقرير إلى ما يلي:
- هناك 663 مليون شخص في أنحاء العالم لا يحصلون على مصادر مياه كافية و 946 مليون شخص يقضون حاجتهم في العراء.
- أكثر من 800 طفل دون سن الخامسة يموتون كل يوم بسبب الإسهال المرتبط بانعدام المياه الكافية والصرف الصحي والنظافة.
- تقضي النساء والفتيات 200 مليون ساعة في جمع المياه كل يوم على الصعيد العالمي.
وتقول اليونيسف إن تأثير التغير المناخي على مصادر المياه ليس حتمياً. ويختتم التقرير بسلسلة من التوصيات التي يمكن أن تساعد في كبح تأثير تغير المناخ على حياة الأطفال. وتشتمل هذه التدابير على ما يلي:
- تحتاج الحكومات إلى التخطيط لإجراء تغييرات في توافر المياه والطلب عليها في السنوات القادمة لمواجهة نقص الموارد المائية؛ وفوق كل شيء، فإن ذلك يعني إعطاء الأولوية للأطفال الأكثر ضعفاً في الحصول على المياه المأمونة فوق احتياجات المياه الأخرى لتحقيق أقصى قدر من النتائج الاجتماعية والصحية.
- ينبغي دمج المخاطر المناخية في جميع السياسات والخدمات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، وينبغي أن تستهدف الاستثماراتُ السكانَ المعرضين لمخاطر جسيمة.
- تحتاج الجهات التجارية إلى العمل مع المجتمعات المحلية لمنع التلوث واستنزاف مصادر المياه المأمونة.
- ينبغي للمجتمعات المحلية نفسها أن تستكشف سبلا لتنويع مصادر المياه وزيادة قدرتها على تخزين المياه بأمان.