لدي الكثير من المشاركات التطوعية مع المؤسسات الخيرية القطرية والمبادرات التطوعية والأندية الشبابية . ومع قطر الخيرية فكانت لي تجارب متنوعة لعلي أذكر منها تجربتي مع “سفاري الخير” التلفزيوني في نسخته الأولى عام 2014 في بوركينافاسو. أو في أندونيسيا في إطار برنامج ” المتنافسون” الإذاعي في نسخته الأولى كذلك عام 2016.
الزيارات الميدانية مهمة تربويا لكل الناس خصوصا من يعيش في أمن وسلام
ـ فهي تمنحك معرفة قيمة النعم التي حبانا الله بها أفرادا وأسرا ومجتمعات حمدا وشكرا وعدم التفريط بها.
ـ كما أنها تسهم في تغيير نظرتنا للحياة خصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة ، ومن خلال متابعاتي أعرف كم غيّر الميدان من حياة الشباب وقناعاتهم وتفكيرهم في المرحلتين الثانوية أو الجامعية.
ـ وتعينك الزيارات الميدانية على فهم جوهر العمل الخيري الذي هو ليس مجرد مبلغ مالي نتصدّق به، وإنما همّ أمة يجب أن يحتل جزءا من وجدانها طالما أن جزءا منها يعاني ويشكو ويئن.
– وتمنح المشاهير في مجال الإعلام والرياضة ومواقع التواصل الاجتماعي فرصة المنافسة في ميدان جديد ( العمل الخيري والإنساني) وتسخير شهرتهم وقدراتهم لدعم مشاريعه ومبادراته.
ـ تساهم في تغيير النظرة المستقرة في الأذهان تجاه ممارسة العمل الخيري ، بحيث لا تكون مقصورة على المشائخ والعلماء وموظفي الجمعيات الخيرية بل تتسع لكل شرائح المجتمع لتندمج فيه وتتنافس من أجله.
أما على المستوى الشخصي أصبحت أكثر حرصا على النعم التي أكرمنا الله ، فلا أفرّط بلقمة متبقية في صحن الطعام أو قطرة ماء في العبوة التي أشرب منها، وأتذكر من ينتظر وجبة طعام تقيم أوده ، أو ماء صالحا للشرب لا يتوفر له، أو يحتاج قطع مسافات طويلة للحصول عليه. وتقدير الخدمات والمرافق الأساسية الموفّرة لنا ولأجيالنا كالمدارس والمستشفيات ،
بينما لا تتوفر هذه المرافق أو متوفرة بالاسم ( مدرسة بلا سقف ، السبورة خشبية صغيرة ، كرسي المدرس صخرة وهكذا ) في الدول الفقيرة التي زرناها.
مواقف مؤثِّرة
1ـ دخلنا على عجوز تهدّم بيتها في بوركينافاسو وأخبرناها عبر فريق برنامج “سفاري الخير” بأننا سنقوم بإعادة بناء بيتها الصغير الذي يشبه غرفة ، فقالت: كثيرون زاروني وقالوا مثلكم ولكن لم يفعلوا شيئا ، وهذه العبارة درس بليغ للعاملين في المجال التطوعي والخيري بأن لا يقدموا وعودا لا يستطيعون تحقيقها، كيلا يكسروا قلوب أصحاب الحاجة .
المهم أن الفريق أتمّ بناء منزلها وكان من ( الطابوق) والاسمنت والباب كان من حديد. وهذه المواصفات لا تتوافر إلا للميسورين هناك، وعندما سلمناها البيت قال المترجم لها ماذا تقولين للشباب بعد أن أنجزوا وعدهم ، فأجابت : أنا لا أملك شيئا أكافئهم به، ولكن أسأل الله أن يردّهم إلى أهلهم سالمين .
هذه الدعوة لم أتذكرها إلا عند طريق عودتنا من بوركينافاسو للنيجر، حيث كانت الأجواء غير مستقرة، وشعرنا بهَلَع حقيقي لم نصادفه من قبل، وقد طلب منا عدم الحركة طيلة السفر ، ولم نشعر بالأمان إلا عندما حطت الطائرة في مطار النيجر ، وعندها تذكرت دعوة تلك العجوز، وبركة عمل الخير والدعاء بالحفظ والسلامة.
2ـ في بوركينافاسو أيضا قمنا بتوزيع قطع بسكويت على بعض الأطفال لإدخال الفرح عليهم ، وهي نادرة جدا، فهم محرومون من الأساسيات في غذائهم وأمور حياتهم ، لكن البسكويت الذي لدينا نفذ ، وبعد نفاذه أقبل طفل صغير آخر ، فوقعنا في موقف محرج، إلا أن الطفل الأخير الذي أخذ آخر قطعة منا أنقذنا عندما قام بقسم قطعته مناصفة بينه وبين من جاء متأخرا، رغم قيمتها الكبيرة عنده، وقد استفدت منه درسا مهما في الإنسانية والإيثار رغم الحاجة والفقر.
كلمة للمدارس وأهل الخير:
للمدارس : أدعوهم تنظيم زيارات إلى الميدان لطلابهم بالتعاون مع الجمعيات الخيرية نظرا لأهميتها ، فأنا أراهن على تأثيرها التربوي في تصرفاتهم وصقل مهاراتهم، وأعرف أن بعض المدارس باشرت بها، ولمستْ التغيير الكبير الذي أحدثته في نفوس طلابها .
للنجوم : أين يتذكر المؤثرون أن فضل الله عليهم إذ قذف حبهم في قلوب عباده ، وأن يستثمروا ذلك ويدلوا الناس على الخير ودعم العمل الإنساني. هذا هو شكر لله على ما اعطاهم ورزقهم .
ـ لأهل الخير: أقول لكل صاحب مال وثراء نافس نفسك ولا تنافس غيرك ممن رضي بالدنيا وبخل بمال الله الذي استودعه لديه، وجدْ بالمال الذي بين يديك اليوم فقد لا يكون بين يديك غدا ، انفع نفسك بمالك ، وإن لم تقدم لنفسك فلربما نسيك غيرك .
يمكنك الآن أن تنضم الآن إلى قوافل المتطوعين وتتعرف على الفرص التطوعية التي توفرها قطر الخيرية.