تبرز قضية الصحة كواحدة من أكثر القضايا إلحاحًا لارتباطها بدور الإنسان وقدرته على القيام بما كلفه الله به طوال رحلته العمرية على الأرض؛ ورغم التقدم الهائل الذي حققه الإنسان المعاصر في مناحٍ شتى مازال الملايين من سكان هذا الكوكب لا يصلوا بعد إلى مرتبة البدن السليم المعافى الذي يعين الإنسان على القيام بواجباته الاجتماعية المنوطة به.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلا أنه مع انخفاض تعداد وفيات الأطفال حتى عام 1990، فإن أكثر من 5 ملايين طفل يموت قبل بلوغه سن الخامسة والغالبية في الدول النامية.
وتتبنى الأمم المتحدة هدف ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار كثالث هدف من أهداف التنمية المستدامة؛ لإن الصحة سر الحياة المستقرة ونعمة مغبون فيها الكثير من الناس، كما أنها هي وقود الإنتاج والتقدم. كما تشير التقارير الأممية إلى أن تحسين الصحة والإنفاق عليها يضمن نموًا اقتصاديًا ومجتمعات مزدهرة وتؤكد وجود تلازم وثيق بين الصحة الجيدة والانتعاش الاقتصادي.
دوري كفرد في الدفاع عن حق الصحة للجميع
إذا كان على الحكومات والمؤسسات الاضطلاع بدور عظيم في تأمين المرافق الصحية وتوزيع الخدمات الصحية على السكان وتوفيرها دون أي نقص أو تخاذل فإن على الأفراد دورٌ مهم في الدفاع عن حقوقهم في الصحة الجيدة.
منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الحفاظ على البدن باعتباره أهم رأس مال للإنسان والحفاظ عليه يضمن عمرًا أطول وبالتالي استخلافًا على الأرض أكثر إثمارًا ونفعًا وأداء للواجبات الاجتماعية المكلف بها
- نشر الوعي حول الصحة والمساهمة في ذلك في نطاق الدوائر المحيطة بالإنسان ومجتمعه بأهمية الصحة وخطورة الأمراض المعدية والمزمنة ورعاية الأبناء بالحرص على إعطائهم التعطيمات الدورية المهمة ضد الأمراض والجوائح المهلكة للبدن
- الاطلاع والإلمام بأنماط الحياة الصحية وخيارات المعيشة السليمة وتكوين وعي طبي وصحي لا يسع للإنسان جهله من أجل إنقاذ نفسه والآخرين
- التبرع والعطاء للجهات والمؤسسات الخيرية المعنية بتقديم الرعاية الصحية للمناطق المحرومة والمهمشة في نطاق الدولة أو خارجها.
- التطوع باعتباره “صدقة الوقت” في الأنشطة الخيرية التي تُعنى بتوفير الدعم الطبي والعلاج للمحرومين والمحتاجين
- التصدق بالدواء المتوفر بكثرة في المنزل وغير مستخدم للجهات الخيرية والمؤسسات فهي أقدر على توزيعه للفئات المحرومة من العلاج.
- عدم التستر على الإهمال الطبي في المرافق الصحية العامة واتباع الإجراءات القانونية والإعلامية المشروعة لإثارة القضايا المهمة لصحة الناس والمطالبة بحقوقهم
- نشر الوعي بالسلوكيات الصحية الخاطئة أو الممارسات التي تؤدي إلى الأذى الشخصي وإيقاع الأذى بالآخرين