بقي أساتذة وتلاميذ المدرسة مندهشين وهم يتابعون الطفل زيد الديسي، ذو التسع سنوات، واقفاً بثقة أمام شاشة العرض وهو يشرح للحضور بلغة بسيطة عن كيفية الإصابة بالسرطان، وكيف كافح منذ أن كان عمره سنة واحدة من أجل التخلص من الورم الخبيث. لكن الدعم الأكبر تلقاه زيد من أسرته بمساعدة مركز الحسين للسرطان في الأردن، ليكون سبباً – بعد توفيق الله – في شفائه وتصبح قصة تعافيه أجمل قصة شفاء طفل من السرطان . ليختتم الطفل حديثه بقوله: ” إسمي زيد … وقد انتصرت بقوة في معركتي أمام السرطان”.
بطل هزم مرض السرطان … في سن صغيرة
لا يشعر الطفل زيد بأي حرج وهو يكشف للمحيطين به أنه كان مصاباً بسرطان “اللوكيميا الليمفاوية الحادة”. بل أصبح هذا الموضوع مصدر اعتزاز وفخر له لأنه أضحى، وهو في هذه السن الصغيرة جداً، من الأبطال الذين نجحوا في هزيمة هذا الداء الخبيث.
فقد تم تشخيص مرض الطفل زيد، عندما كان ابن سنة وسبعة أشهر، أنه مصاب بالسرطان. تقول والدته أنه كان يلعب بشكل عادي إلى أنه وقع فجأة. وتضيف أم زيد “لم تكن إلا سقطة بسيطة لكن الطفل بالغ في ردة فعله بالبكاء والصراخ من شدة الألم”.
وبالفعل لم يكن الأمر عادياً، فقد هزل جسد زيد، كما أصيب بالتهاب حاد في الرئة. سارع والداه إلى عرضه على الطبيب الذي نصحهما – بعد أن كشف على الطفل – بالإسراع به إلى مركز الحسين للسرطان لعمل الفحوصات اللازمة. وقد أثبتت تلك الفحوصات إصابته بالسرطان.
شفاء طفل من السرطان : الأسرة أكبر داعم له لكي يتغلب على المرض
تقول أم زيد: “مع أنني كنت على يقين تام بقدرة زيد على تجاوز مرضه والانتصار عليه، إلا أنني كنت أشعر بأن النهاية قد اقتربت. لم نكن نعلم شيئاً عن مرض السرطان، وشكّل الكم الكبير من المعلومات الجديدة التي تلقيناها في تلك الفترة عبئا مثيراً للقلق.”
وبالفعل فقد أحدث خبر إصابة الطفل زيد صدمة كبيرة لعائلته، خاصة والدته التي انهارت باكية. فلم تتقبل الأمر واعتقد في أول الأمر أنه قد وقع لبس ما عند القيام بالفحص. لتدخل العائلة بعدها في دوامة من الكآبة والمعاناة. لكن والدة أحد الأطفال المصابين بالسرطان نصحت أم زيد بأن تساعد نفسها على الخروج من هذه الدائرة المغلقة، عبر التحلي بالقوة والصبر. وقد ساعدتها تجربة المكوث مع ابنها في مركز الحسين للسرطان أن تلتقي بآباء آخرين في المركز ويعيشون نفس معاناتها، ويتبادلون نفس المشاعر.
مركز الحسين للسرطان … بقعة من نور الأمل التي صارت واقعاً
طمأن الأطباء في مركز الحسين للسرطان والدي زيد أن فرص شفاء ابنهما تبقى عالية جداً، على الرغم من أن علاجه استمر لفترة طويلة نسبياً (3 سنوات ونصف).
وبفضل الله وبجهود أطباء المركز كانت استجابة جسم زيد للعلاج، وينفرج هم الوالدين بالشفاء التام من المرض.
تقول والدة زيد: “لقد علّمتنا هذه التجربة الكثير، فكل ما كنت أعرفه عن مرض السرطان قبل تشخيص زيد هو أنه يؤدي إلى الموت. واليوم، بِتُّ أفهم تماماً أن هذا غير صحيح، وأريد أن يعرف العالم بأسرِهِ هذه الحقيقة، لذا شجعت ابني على الوقوف أمام زملائه في المدرسة والحديث عما واجهه لأنني أريده أن يفخر بنجاتِه، وأن يؤمن بأنه لا عيب أبداً في الإصابة بمرض السرطان.”