لم يعد دور المنظمات الإنسانية، عند استجابتها لحالات الطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية أو النزاعات، يقتصر على تحديد الاحتياجات “التقليدية” مثل الغذاء والمأوى والدواء، بل أصبح من صميم أولوياتها الميدانية والإغاثية الاهتمام باحتياجات أخرى لا تقل أهمية، مثل ضرورة ضمان التعليم في حالات الطوارئ ، عبر تلبية الاحتياجات التعليمية للأطفال والشباب الذين انقطعوا عن الدراسة نتيجة الأزمات الإنسانية.
فدائماً ما تؤدي هذه الأزمات الإنسانية التي تعقب النزاعات أو الكوارث إلى وقوع ضحايا من البشر. كما تعرف المناطق التي شهدت هذه الأزمات، موجات نزوح ولجوء الملايين بحثاً عن أماكن أكثر أمناً توفر المأوى ومختلف المساعدات الإنسانية الأساسية. ويشكل الأطفال نسبة معتبرة من اللاجئين والنازحين حول العالم. فإلى جانب الأثار الجسدية أو النفسية التي قد تتركها مثل هذه الفترات في حياتهم، نجدهم كذلك بلا سبيل إلى التعليم.
التعليم في حالات الطوارئ … لأن التعليم لا ينتظر
تعمل منظمات وهيئات أممية مثل اليونيسف على ضمان تعليم مستمر للأطفال المتضررين من الأزمات الإنسانية، من خلال تجهيز مساحات تعليمية مناسبة للأطفال ومجهزة بمرافق المياه والصرف الصحي، حتى تساعد الطفل على التعلم واكتساب ما يلزمه من مهارات في ظل الظروف الاستثنائية المحيطة به.
كما يوفر التعليم في حالات الطوارئ الدعم لملايين الأطفال عبر تطوير مهارات التعامل مع الأزمات والكوارث.
دور المدارس في إنقاذ حياة الأطفال
بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للأطفال التي قد ينتهي بها المطاف خارج المدارس في فترات الأزمات، تبرز الحاجة إلى توفير العدد الكافي من المعلمين والموظفين المدربين لتلبية احتياجات التعليم في حالات الطوارئ.
ويمكن للمدارس أن توفر الهيكل الأساسي للتكفل بالحالات، عبر ضمان الاستقرار النفسي للأطفال لمساعدتهم على تجاوز الصدمة التي مروا بها وحمايتهم من مخاطر الإساءة أو الاستغلال
كما يستلزم الأمر توعية آباء وأمهات الأطفال خارج المدارس بضرورة وضع تعليم أبنائهم على رأس أولوياتهم. فالتعليم يُساهم في استعادة السلام في المجتمع والاستقرار النفسي للطفل.