لقد تطور مفهوم الحصول على عمل أو وظيفة في عصرنا الحاضر، ولم يعد مقتصراً فقط على قدرة الفرد على تغطية حاجاته الضرورية من أجل البقاء على قيد الحياة، بل في أن يحصل على عمل لائق يحسن معيشته ويحقق له قدراً من الرفاهية له ولأسرته. لكن ليس هذا واقع الحال لدى ملايين البشر حول العالم.
في مقال “معاناة البحث عن عمل لائق” ستتعرف على:
فالإنسان قد يصل إلى درجة الفقر ليس فقط عندما يكون عاطلاً عن العمل، بل قد يعتمد على عمل أو مصدر دخل وحيد لكن لا يسمح له بتغطية التكاليف الأساسية له ولأسرته. وبالتالي، فإن إيجاد عمل لائق يحسن حياة الأسر الفقيرة بات أمرا ضروريا للحد من الفقر وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة للأسر الفقيرة، خاصة لدى النساء الأرامل والشباب.
يعيق الفقر ملايين الشباب والنساء عن استخدام كامل إمكاناتهم
هل تعلم أن نصف سكان الأرض في الدول الفقيرة والنامية لا زالوا يعيشون بما يقارب دولارين فقط في اليوم. كما أن واحداً من كل خمسة شباب في العالم لم يستفد من أي فرصة للتوظيف أو التعليم أو التدريب طيلة حياته، وثلاثة أرباع هذه الفئة هي من النساء.
فالتحدي لا يكمن فقط في توفير العمل لفئة الفقراء والنساء الأرامل، بل في تدريبها ومنحها المهارات اللازمة، من أجل تحويلها إلى عمالة منتجة ومطلوبة في سوق العمل أو تشجيعها على تطوير مشاريع صغيرة ومدرة للدخل خاصة في المناطق النائية والريفية.
التمكين الاقتصادي للنساء الفقيرات والأرامل
خديجة سيدة من نيجيريا، توفي والدها عندما كانت في الصف الابتدائي، فاضطرت إلى التوقف عن مزاولة تعليمها حتى تتفرغ لمساعدة والدتها. كبرت خديجة وتزوجت وأنجبت أربعة أطفال. لكن زوجها توفي بسبب المرض تاركاً إياها من دون معيل لها ولأطفالها. ولأنها لا تملك عملاً يسد رمق أسرتها اضطرت إلى العودة إلى منزل والدها.
ففي الكثير من المناطق النائية، تعاني النساء الفقيرات مثل خديجة من العنف والتمييز. ففي إفريقيا، تعاني النساء في سبيل الحصول على عمل لائق. إذ تساهمن في نحو 70 في المائة من الإنتاج الغذائي، لكنهن لا يتمتعن بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال. كما أن دراسات أشارت إلى وجود علاقة بين فقر النساء والصراع في البلدان التي تشهد نزاعات عنيفة.
وقد اتضح أن تمكين النساء الفقيرات والأرامل ومدهن بالمهارات اللازمة لإطلاق مشاريع مدرة للدخل لا يعد الحل الأنسب فقط لمنحهن فرصة العيش بكرامة، بل إلى المساهمة أيضاً في زيادة الدخل المحلي على مستوى العالم بنسبة قد تصل إلى 11 في المائة.
التصدي لعمالة الأطفال: من أجل أن يكون لكل طفل الحق في أن يحلم ويتعلم لا أن يكدح ويعمل
لا تزال عمالة الأطفال من الظواهر السلبية في العالم التي يتعين تسليط الضوء عليها من أجل التصدي لها. ويتطلب ذلك تعاوناً وثيقاً من كل الجهات على مستوى الدول وأصحاب العمل، والمنظمات المحلية والدولية.
حيث يؤثر تشغيل الأطفال في أعمال لا تناسب قدراتهم الجسدية والذهنية من أخطر الظواهر التي تؤثر سلباً على مستقبلهم. فهو يديم حالة الفقر لديهم ويعيقهم عن التعلم واكتساب المهارات التي يحتاجونها ويحرمهم من فرصة التمتع بمستقبل أفضل.
حيث ارتفع العدد في سوق العمل الى 160 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، بزيادة قدرها 8.4 مليون طفل، مع احتمال أن تدفع تأثيرات جائحة كورونا بملايين آخرين.
وتتركز عمالة الأطفال بشكل أساسي في الزراعة بنسبة 71 في المائة و17 في المائة في الخدمات و12 في المائة في القطاع الصناعي.