الإنسانية في مواجهة أزمات الجوع والفقر

2019-10-01

تعتبر قضية مكافحة الجوع وتوفير الغذاء لضحايا الكوارث والأزمات من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية خصوصا أثناء الكوارث الكبيرة والأزمات الممتدة والواسعة الانتشار مثل الفقر. فبناء على التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية الصادر من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، أن حوالي 113 مليون شخص في 53 دولة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال عام 2018، وهي الحالة التي تكون حياة الفرد فيها مهددة بشكل مباشر نتيجة عدم مقدرته على تناول الغذاء.  فنحن نتحدث هنا عن جوع حاد جدا قد يؤدي إلى الموت. أما مرحلة الجوع المزمن التي لا يكون الفرد فيها قادر على تناول ما يكفيه من الطعام للحفاظ على نمط حياة طبيعي لفترة ممتدة من الزمن، فقد وصلت حسب الإحصاءات الى 821 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع المزمن.



ولهذا ارتبط مفهوم الغذاء مع مجموعة من أهداف التنمية المستدامة ال17 العالمية، فارتبط معها في الهدف الأول وهو القضاء على الفقر، والهدف الثاني وهو القضاء التام على الجوع، والهدف الثالث وهو الصحة الجيدة والرفاه، والهدف الثامن وهو العمل اللائق ونمو الاقتصاد، والهدف الحادي عشر وهو المدن والمجتمعات المستدامة…. وغيرها من الأهداف التي قد ترتبط مع مفهوم الغذاء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فحاجة الإنسان للغذاء حاجة يومية لا يمكن الاستغناء عنها لأنها تتعلق ببقائه وبالتالي فهي حاجة أساسية.



أكبر نسبة من المساعدات الإنسانية تخصص لتوفير الغذاء للمحتاجين

إن الأزمات التي يعاني منها عالمنا اليوم خصوصا في سوريا، واليمن، وميانمار، ودول إفريقية هي أزمات طال أمدها وامتد أثرها ليطال عددا كبيرا من الضحايا من مواطني هذه الدول الذين تحولوا إلى لاجئين أو ونازحين أو محاصرين لتتوقف حياتهم على المساعدة الخارجية. فعلى سبيل المثال خلال سنة 2017، عانى 17.1 مليون مواطن في اليمن من انعدام الأمن الغذائي من بينهم 7.3 مليون مواطن عانوا من انعدام الأمن الغذائي الشديد

وتسعى العديد من المنظمات الإنسانية الدولية إلى حل هذه المشكلة، من بينها قطر الخيرية التي تعمل في أكثر من 65 دولة حول العالم عبر مكاتبها الميدانية التي تجاوز عددها 25 مكتبا ميدانيا. بالإضافة الى أكثر من 165 شريك إقليمي ودولي.  وقد احتل قطاع الغذاء والتغذية المرتبة الأولى من حيث حجم إنفاق قطر الخيرية في المجال الإنساني، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها قطر الخيرية في هذا القطاع في السنوات الثلاثة الأخيرة الى 156,022,486 ريال قطري بالنسبة الأكبر مقارنة بإجمالي الإنفاق في المجال الإنساني لأكثر من 17,003,508 مستفيد.

كما شملت المبادرات التي نفذتها قطر الخيرية في قطاع الغذاء والتغذية عدة دول، من بينها ثمانية دول تعتبر بمثابة دول الارتكاز لأنها استحوذت على النسبة الأكبر من القيمة الإجمالية للمساعدات الغذائية، فاحتلت سوريا المرتبة الأولى من حيث المساعدة تلتها بعد ذلك الصومال ثم فلسطين والعراق وباكستان والسودان واليمن وميانمار.



تنسيق الجهود مع الجهات الرسمية والدولية للوصول لأكبر عدد من المستفيدين

وفي إطار مبادراتها الإنسانية للاستجابة للاحتياجات الغذائية في الدول التي تدخلت فيها قطر الخيرية، حرصت قطر الخيرية على التعاون والتنسيق مع منظومة الأمم المتحدة من أجل تكامل الجهود وترشيد استخدام موارد الشركاء للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين الأكثر حاجة. وفي هذا الإطار انخرطت قطر الخيرية في الاجتماعات القطاعية الخاصة بالغذاء التي يقودها برنامج الغذاء العالمي في مختف الدول تحت الإشراف العام لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، كما انخرطت قطر الخيرية أيضا في مختف آليات التنسيق الحكومية كما هو الحال مثلا بالنسبة لكينيا أثناء الاستجابة لبعض الكوارث الطبيعة التي ألمت بهذه الدولة.  وأخيرا مبادرة “لأجل الإنسان” التي تم إطلاقها بالتعاون بين قطر الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين حول العالم وتهدف المبادرة إلى تقديم المساعدات إلى أكثر من 300,000 لاجئ من اليمن والعراق والروهينجيا والصومال إضافة إلى اللاجئين السوريين للأخذ بأيديهم من مرحلة المعاناة إلى الأمل وتأمين احتياجاتهم الأساسية وإيصال الشعور لهم بالأمان.

وتميزت المبادرات الإنسانية لقطر الخيرية في قطاع الغذاء أساسا بما يلي:

  • مساعدة الضحايا على إنتاج احتياجاتهم من الغذاء وتزويدهم بمدخلات الإنتاج الضرورية.
  • توزيع مواد غذائية قابلة للتخزين في شكل سلال غذائية متنوعة ومتكاملة تكفي الأسرة الواحدة لعدة أشهر.
  • إعطاء الأولوية للمواد الغذائية ذات الطاقة الغذائية العالية والقابلة للتخزين بسهولة كمادة التمر .
  • إنشاء وتشغيل المخابز، على أن تكون قريبة من إقامة اللاجئين والنازحين لتأمين مادة الخبر بكميات كبيرة ولتفادي الصعوبات اللوجستية.
  • إنشاء وتشغيل المطابخ الخيرية قريبا من إقامة اللاجئين والنازحين لتوفير الوجبات الغذائية بالكميات المناسبة لفائدة الأسر المحتاجة.
  • إشراك المستفيدين في إدارة الأصول التي تسهم في تعزيز صمودهم وتلبية احتياجاتهم الغذائية.

ناصر المغيصيب
ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق