كان لتحمُّس أهلنا في قطر وإقدامهم لعمل الخير ومساعدة إخوانهم ممن يعيشون ظروفاً صعبة، الأثر الكبير في انطلاقة حملة الشتاء في وقت مبكر. حيث شرعت قطر الخيرية مباشرة في نوفمبر 2018 في تنفيذ مشاريع إغاثية كبيرة للنازحين واللاجئين والمحتاجين الذين يعانون ظروفا استثنائية وظروفا مناخية صعبة في عدد من الدول وهي: ألبانيا، والبوسنة والهرسك، والعراق، وباكستان، وسوريا، وفلسطين، وقرغيزيا، كوسوفو، ولبنان، ونيبال، من أجل توفير احتياجات الشتاء الضرورية لهم، والتي تشمل الغذاء والايواء ووقود التدفئة، في إطار حملة “تحت الصفر” من خلال مكاتبها الإقليمية أو بالتعاون مع شركائها من المنظمات الإنسانية الأممية والدولية والشركاء المحليين.
وقد أثمرت تبرعات المحسنين خلال حملة الشتاء الماضي توزيع المستلزمات الشتوية الأساسية على أكثر من 350 ألف متضرر من موسم البرد والعواصف الثلجية. وشملت تلك المساعدات السلال الغذائية ووسائل التدفئة وتوزيع البطانيات وغيرها، خاصة في الداخل السوري ودول اللجوء المجاورة لمواجهة الظروف القاسية التي عانوا منها.
كما تم تنفيذ عدد من المشاريع المهمة في الصحة أيضا منها توفير الحاجات الصحية التي استفاد منها أكثر من قرابة 10 ألاف مستفيد خاصة في مناطق اللجوء السوري وفي غزة في فلسطين.
حملة أغيثوا عرسال .. استجابة شعبية واسعة عجّلت بوصول المساعدات لصالح اللاجئين المتضررين من العواصف الثلجية
وقد شكلت حملة “أغيثوا عرسال” لحظة فارقة في مسار العمل الخيري في قطر خلال حملة الشتاء الماضي، حيث عرفت هذه الحملة استجابة شعبية كبيرة، وتفاعلت مختلف شرائح المجتمع داخل قطر، تجاوباً مع الأوضاع الإنسانية التي واجهها اللاجئون السوريون في مدينة عرسال اللبنانية ومناطق أخرى بعد الأضرار التي لحقتهم جراء العاصفة الثلجية “نورما” في شهر يناير الماضي.
حملة على الهواء تحظى بتفاعل شعبي كبير داخل قطر
وقد كان للبث التلفزيوني المباشر الذي شاركت فيه جهات قطرية عديدة في 15 يناير الماضي، الأثر الكبير في دعم حملة “أغيثوا عرسال”. حيث حظيت الحملة بتفاعل شعبي كبير في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الجهات الرسمية والخاصة والطبية والإعلامية والرياضية والتعليمية التي خصصت جزءا من مبيعاتها وخدماتها وتبرعاتها لصالح الحملة أو لحشد الدعم لها. وقد نجحت الحملة بفضل الله ثم بفضل الكرم السخي من أهل قطر.
وحرصاً من قطر الخيرية على ضمان وصول تبرعات أهل الخير إلى أهلنا في عرسال، أرسلت فريقاً إغاثياً، قام بزيارة 9 مخيمات يسكن فيها 4000 إلى 4500 لاجئ سوري، بالإضافة إلى زيارة مجمع عرسال الطبي وهو المجمع الطبي الوحيد في المنطقة، حيث تم توزيع أدوية للأطفال وتسيير عيادات متنقلة للأماكن المحاصرة بالثلوج لتقديم الرعاية الطبية للمرضى، كما تقييم الأضرار عن قرب تمهيدا لتنفيذ مشاريع إغاثية قادمة لصالح اللاجئين السوريين بلبنان.
إشادات مسؤولين في الكثير من الدول بالمشاريع المنفذة في 2018
كل إنجاز أو نجاح أو ثناء يصل إلى قطر الخيرية، ما كان ليتحقق لولا تفاعل وكرم المتبرعين من أهل في قطر، الذين تعدهم قطر الخيرية شركائها الحقيقيين، بسبب إقدامهم على دعم مشاريعها وحملاتها الخيرية وحرصهم ومتابعتهم الدائمة والمستمرة لضمان وصول تبرعاتهم إلى من هم أمس الحاجة إليها حول العالم.
لذلك تحرص قطر الخيرية على تقدير هذه الأمانة التي حمّلها إياها أهل الخير في قطر، من خلال تنفيذ حملاتها ومشاريعها بكل احترافية وسرعة حتى يستفيد منها مستحقوها من دون أي خلل أو نقص.
وكدليل على ذلك، فقد حازت المشاريع الخيرية في أكثر من دولة عبر العالم خلال عام 2018 على إشادات وزراء ومسؤولين محليين، عكست ارتياحا من جودتها وسرعة إنجازها والأثر الذي تتركه. مثال ذلك ما رح به المسؤولين في كوسوفو لمكتب قطر الخيرية الذي نجح في تنفيذ 373 مشروعا في مجالات التنمية المستدامة والتعليم والمياه الإصحاح والإغاثة وبناء البيوت خلال عام 2018 بكوسوفو
كما تنوعت المشاريع في كوسوفو ما بين 74 مشروعا مدرا للدخل و279 مشروع مياه وإصحاح، بالإضافة إلى مشاريع أخرى كبيوت الفقراء والمشاريع التعليمية وغيرها والتي وصل عددها 20 مشروعا.
وهذا ما دفع برئيس بلدية متروفيتسا إلى تسجيل إعجابه الشديد بطبيعة المشاريع التي نفذتها قطر الخيرية وسرعة إنجازها، لأنها تعكس حرص القائمين على قطر الخيرية كمؤسسة إنسانية رائدة على تقديم مشروعات وخدمات ذات جودة عالية في زمن قياسي.