دخلت أزمة اللجوء والنزوح السوري عامها الحادي عشر. لكن ماذا تغير من واقع أكثر من 13 مليون سوري في الداخل وموزعين بين دول الجوار. فكل هذه السنين الطويلة لن تعدو أن تكون مجرد أرقام. فقد توقف الزمن بالنسبة لللاجئ أو النازح السوري بسبب ظروف الحرب التي دفعته إلى ترك منزله الذي أصابه الدمار أو بسبب فقد عزيز أو قريب. لينتهي به المطاف في خيمة بالية أو منزل من الصفيح لا يحميه من تقلبات الجو وتعاقب الفصول. وها هو موسم الثلوج والسيول الجارفة والصقيع قد اقترب وملايين اللاجئين من النساء والأطفال يترقبون أيادٍ حانية تمنحهم بعض الأمل بأن شتاء هذا العام سيكون دافئاً.
أزمة اللجوء خلال فصل الشتاء : صراع من أجل البقاء
موسم البرد والصقيع على الأبواب، يستقبله ملايين الناس حول العالم بفرح وبهجة فيقيمون له الاحتفالات. بل أن الكثيرين يخصصون أياماً منه لقضاء عطلة وجيزة على سفح جبلٍ مغطى بالثلوج لممارسة الرياضة المفضلة أو لالتقاط صور للذكرى مع العائلة.
لكن في الجانب الآخر من الصورة، هناك ملايين البشر ممن أجبرتهم الظروف على العيش وسط الثلوج، يضعون أيديهم على قلوبهم أو يمسكون بها رؤوسهم قلقاً وحسرة بسبب اقتراب موسم طويل ومخيف من البرد والصقيع. فكم من أبٍ يفكر في كيفية إطعام أطفاله الصغار وجبة ساخنة يومياً أو توفير أحذية تحفظ لهم أصابع أقدامهم الصغيرة من البرد. وكم من أمٍ انشغل بالها في الحصول على قطعة رداء تسكوا به جسد ابنها الرضيع ليتدفأ به.
شتاء هذا العام : فصل جديد من الأمل بأن يكون موسماً دافئاً على اللاجئين والمشردين
صحيح أن فصل الشتاء الماضي كان صعباً للغاية على ملايين اللاجئين السوريين بسبب هطول كميات كبيرة من الأمطار والثلوج وانخفاض كبير في درجة الحرارة، خاصة في المناطق التي تضم أكبر تجمعات اللاجئين بشكل أساسي في الدول المحيطة في سوريا.
وككل عام، يكون لسرعة تفاعل وإقدام أهل الخير والفضل في قطر الأثر الكبير في التخفيف من تلك المعاناة عبر إرسال المساعدات الإنسانية في وقت مبكر من فصل الشتاء الماضي إلى المخيمات المتضررة. مما يعينهم على الاستعداد لأوقات البرد الصعبة والعواصف الثلجية.
لذلك فلنبادر بتقديم الدعم لهم لهم قبل حلول الشتاء حتى نحدث الفرق وتخفف عنهم ألم الجوع والبرد.
ملاحظة: تم نشر المقال بتاريخ 2019-10-31. وتم تحديث المحتوى وإضافة أرقام ومعلومات صدرت في 2022