8 تحديات تطيل أمد أزمة المياه في إفريقيا

2019-11-21

إذا كنت تمتلك إمداداً بالمياه الكافية والنظيفة مع صرف صحي جيد فأنت لست فقيرا. إذ أن الفقر لا يعني قلة الدخل فحسب بل يمكن اعتبار عدم كفاية المياه وعدم وجود نظام الصرف الصحي هي من سمات للفقر. وتعتبر الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء من أكثر المناطق التي تأثرت من ندرة المياه. لذلك من المهم جدا فهم كيف ولماذا حدثت أزمة المياه النظيفة في إفريقيا ، من أجل زيادة عدد المهتمين بهذه القضية والمساهمة في حلول لها.

تعتبر المياه مكون مهم وشامل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، لأن المياه تدخل في كل شيء يهم حياة الناس من صحة وتعليم وزراعة وصناعة وبيئة …الخ.

فالعالم يواجه تحديا جديدا يلوح في الأفق حيث سيصل سكان المعمورة إلى حوالي 10 مليارات شخص بحلول عام 2050، وكثير من المدن سوف تتطلب المزيد من الطاقة ومياه الشرب.

 وتعد أزمة المياه واحدة من أخطر القضايا التي تؤثر على أكثر من 750 مليون شخص على الصعيد العالمي، وفي إفريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص، حيث أصبح الفقر وباء بسبب عدم الاستقرار السياسي والصراعات العرقية، والنقص في الخدمات الضرورية مثل مياه الشرب النظيفة والآمنة. كما ساهمت الزيادة في التلوث وتدمير روافد الأنهار في انخفاض كمية المياه العذبة.

حقائق عن أزمة المياه في إفريقيا

1* 40 % من سكان إفريقيا جنوب الصحراء لا يمكنهم الوصول للمياه النظيفة

حقق إقليم شمال إفريقيا تقدما ملموسا في توفير المياه النظيفة حيث بلغ متوسط نسبة الذين يحصلون على مياه نظيفة 90% تقريبا، في حين أن نسبة الذين يمكنهم الوصول للمياه النظيفة في إفريقيا جنوب الصحراء لا تتعدى 60%، أي أن 40% من جملة 789 مليون الذين لا يصلون للمياه النظيفة ويسكنون في إفريقيا جنوب الصحراء.

2* بعد المسافات بين السكن ومصادر المياه

فالعديد من الأسر في إفريقيا جنوب الصحراء تسافر لمسافات بعيدة من أجل الحصول على الماء. وعادة ما تكون هذه مسؤولية المرأة التي تخرج للبحث عن الماء بصورة يومية، تحمل وعاء قد يحوي أكثر من 15 لترا من الماء غير النظيف وغير الآمن. ولهذا السبب حُرمت الكثير من النساء التعليم والتوظيف، ما أدى إلى تدهور الحالة الاقتصادية للأسرة.

3* أكثر من 60% من السكان يعتمدون على المياه السطحية

تنتشر في القارة الإفريقية مساحات شاسعة التي تتوفر فيها المياه السطحية، مثل مياه البحيرات، والأنهار، والأراضي الرطبة. ويعتمد معظم السكان في حياتهم اليومية على المياه السطحية بدلاً عن المياه الجوفية. ومن المعلوم أن المياه السطحية ليست آمنة لأنها معرضة للتلوث أكثر من المياه الجوفية. ومن ناحية أخرى، تصعب المحافظة على مصادر المياه السطحية، مما يزيد من مخاطر تعرضها للتلوث والجفاف والانحسار كلما زاد استخدامها.

4* الاجهاد المائي

يحدث الإجهاد المائي عندما تكون موارد المياه في منطقة ما غير كافية لتلبية الاحتياجات، بسبب تغير المناخ. ويجدر بالذكر أن 14 دولة تعاني من الاجهاد المائي في إفريقيا وهناك 11 دولة أخرى ستنضم لهذه المجموعة إذا لم يتم توفير المياه النظيفة.

5* أثر التعدين في تلوث المياه

توجد العديد من أسباب تلوث المياه في إفريقيا، ولكن يعتبر فشل وانهيار سدود التعدين من أكبر مسببات التلوث للأنهار والمسطحات المائية، الذي نتجت عنه الكثير من الأمراض والوفيات.

6* انحسار مستوى المياه الجوفية في افريقيا

تتضاءل المياه الجوفية كلما زادت الضغوط على مصادر المياه السطحية وقريبا جدا ستكون أكثر البلدان الافريقية في حاجة ماسة للمياه العذبة التي أصبحت قليلة ،ولا تنحصر هذه المشكلة في افريقيا وحدها بل تتعداها للعالم بأسره.

7* يستنزف القطاع الزراعي النسبة الأكبر من المياه العذبة

يستخدم القطاع الزراعي معظم مصادر المياه العذبة في إفريقيا. ورغم أن هذه هي حالة الكثير من الدول حول العالم، إلا أن هذا يؤثر كثيرا على الوصول لمياه الشرب ويطيل أمد أزمة المياه النظيفة في إفريقيا .

8* صعوبة الوصول إلى المياه رغم توفرها بكميات معتبرة

فبسبب أزمة المياه الآمنة في أفريقيا، يعتقد البعض أن القارة الافريقية تتوفر بها كميات قليلة من المياه، ولكن تتوفر القارة الإفريقية في الواقع 677 بحيرة مما يجعلها القارة التي بها أكبر كمية من المياه غير المتجمدة. لذلك فإن المشكلة ليست نقص المياه، ولكن صعوبة الحصول على مياه الشرب النظيفة والآمنة.

وانطلاقا مما ذكرناه في هذا المقال، يأتي دور الكثير من المنظمات غير الحكومية وهيئات الأمم المتحدة لمساعدة المجتمعات الضعيفة والهشة في الوصول إلى المياه النظيفة والآمنة تحقيقا الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة. وسيصعب تحقيق إذا لم يتفاعل الجميع متبرعين وجهات مانحة ومنفذة إيفاءً للمسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتق الجميع.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق