“يختلف هذا المعرض عن كل معارضي السابقة لأني عكست فيه تجربتي كلاجئ سابق”. هذا ما قاله الخطاط العالمي صباح الأربيلي خلال معرض فن الخط العربي “رحلة”. معبّرا عن الإحساس الذي رافقه طيلة مدة هذا العمل الفريد من نوعه الذي كلفته به قطر الخيرية بالتعاون مع شركائها من خلال فن الخط العربي، كموروث فني وحضاري. من أجل إبراز نصوص المواثيق الدولية الخاصة باللاجئين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم. وكذا السعي لإيصال أصوات معاناتهم للعالم بصورة إبداعية غير مسبوقة.
وقد أجرت مجلة “غراس”، في عددها لشهر يناير 2020، حواراً مع الأربيلي تحدث فيه عن المدة التي استغرقها إنجاز العمل. وكذا الأثر الذي تركه في نفوس متابعيه، باستخدام روحية الخط العربي كموروث إسلامي أصيل في خدمة العمل الإنساني ومناصرة قضاياه.
صباح الأربيلي : تجربتي كلاجئ تركت بصمتها وتأثيرها على أعمالي الفنية
وقد اعتبر الخطاط العالمي أن تجربته السابقة والقاسية في اللجوء تركت تأثيرها المباشر والعميق في نفسه. وهو ما حاول أن يعكسه من خلال لوحاته المستوحاة من مواثيق حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين التي عرضها خلال معرض “رحلة”. بحيث تجاوزت أعماله الفنية الشكل التقليدي للرسم لتتحوّل إلى حوار متبادل بين الخطاط واللاجئ انعكس على اللوحة الفنية. ومن خلال القصة التي يعايشها كل لاجئ. لذا جاءت كل لوحة مختلفة عن الثانية، وكل عمل في أسلوبه يختلف عن الآخر.
معرض “رحلة” … تجربة فريدة في وفرصة لإسماع صوت اللاجئين والإحساس بمعاناتهم
يرى صباح الأربيلي أن المعرض نجح في رسم صورة فنية عن معاناة اللاجئين وإيصالها إلى زوار المعرض. كما بعث رسالة مفادها ضرورة الاهتمام بحقوق اللاجئين. حيث استفاد الأربيلي كثيراً من تجربة العمل والتعاون مع “قطر الخيرية” والحوارات المتبادلة التي أثمرت إنجاز لوحات فنية تعبر بعمق عن قضايا اللجوء.
كما عبَّر الخطاط عن مدى السعادة العميقة التي رافقت إنجاز هذه اللوحات، لأنها منحته الفرصة كصاحب تجربته الشخصية في اللجوء، ومن خلال سعيه ليعكس الوضع الإنساني الذي يعيشه اللاجئون عن كثب. حيث ركزت فكرة المعرض على إلقاء الضوء على الجوانب الإنسانية للاجئ التي لا يعرفها الكثيرون.
يعكس فن الخط العربي التجارب الإنسانية عبر لوحات فنية فريدة
استغرق التجهيز العملي للمعرض أكثر من شهرين. ناهيك عن الأفكار التي نجمت عن حوار الخطاط المطوَّل مع ذاته، الذي استلهم منه الفنان التصور النهائي للوحاته الفنية. حيث وظّف الأربيلي إحساس الخط العربي وبعده الروحي. إضافة إلى قدرته الفريدة كشكل فني للتعبير عن القضايا الإنسانية للاجئين. وقد أقر فنان الخط العربي بتميزّ معرضه “رحلة” عن كل معارضه السابقة، لكونه عكس تجربته الشخصية. كما تمنى أن تتطور هذه التجربة لتصميم مزيد من المعارض التي تركز على قضايا اللاجئين وآثار الحروب والنزاعات في العالم.