يصاب الإنسان المسلم بما يصاب به غيره من ضعف بشري في أوقات الأزمات أو تفشي الأمراض والأوبئة، فيقلق ويضطرب، لكنه سرعان ما يعيد ضبط بوصلته لإعادة توازنه الروحي والنفسي والاجتماعي، بما يمتلك من وسائل وفرها له ديننا الحنيف إلى جانب وسائل وأدوات حياتية وعصرية.
فمجتمعاتنا العربية والمسلمة – كغيرها من المجتمعات البشرية الأخرى – تعيش حالة من القلق والريبة، بعد أن دخلها وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العديد من المناطق في العالم منذ بداية العام الحالي. فقد توقفت أغلب الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وأُغلقت الشركات والمدارس والمساجد، وأضحت كبريات المدن خاوية على عروشها بصورة لم تشهدها منذ عقود طويلة، بعد أن فرض الوباء حجراً صحياً وتباعداً اجتماعياً على البشر بسبب سرعة انتشار العدوى.
وفي مقالنا هذا سنقترح عليك 6 أمور تساعدك على عدم الوقوع في فخ الاستهتار والتوهين أو ضحية القلق والتهويل من خطر الوباء.
في مقال “6 أمور لتجنب تأثير جائحة كورونا” ستتعرف على:
1- التسليم بقضاء الله وقدره:
يعلم المسلم يقيناً أن ما أصابه هو قدر الله تعالى، لذلك فهو يحسن الظن به والتوكل عليه في السراء كما في الضراء. فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” (رواه مسلم).
كما أن تسليم المؤمن بأن ما أصابه ما كان ليخطئه وأن ما أخطأه ما كان ليصيبه، من شأنه أن يبث فيه الرضا والتفاؤل مهما كانت الظروف، فيُجنب نفسه الخوف والهلع الزائد الذي ينهي عنه الشرع.
2- العمل برأي الخبراء والجهات المسؤولة من أسس الأخذ بالأسباب:
فكل الاحتياطات التي يأخذ بها المسلم ليدفع الضرر عن نفسه وأهله ومحيطه لا تتعارض مع ديننا الحنيف بل تعتبر من الأسس (حفظ النفس). فعندما لا يدخل مكاناً حل به الوباء أو يمتنع عن الخروج والصلاة جماعة حتى ينقضي خطر الفيروس، فهو يفر من قضاء الله إلى قضاء الله كما قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فالمسلم مطالبٌ شرعاً باتباع النصائح والإرشادات التي أقرتها الجهات المختصة والمخولة بخصوص سبل الوقاية من فيروس كورونا، مثل الإرشادات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية أو الجهات الصحية داخل البلد التي يقيم فيها.
3- تنظيم الوقت تماشياً مع فترة المكوث في البيت والتباعد الاجتماعي
قد تكون – مثل ملايير البشر حول العالم – ماكثاً في منزلك، بعد أن فرضت عليك ظروف الوباء الانقطاع عن العمل أو العمل عن بعد، ناهيك عن أطفالك الذين انقطعوا بدورهم عن التعليم، فتقع ضحية لليأس والفوضى بسبب جدول اهتماماتك الذي انقلب رأساً على عقب.
لكن من إيجابيات المكوث في البيت أنه أعاد إحياء الروابط الاجتماعية داخل الأسر، بعد أن أصاب هذه الروابط عطب جراء ضغط الحياة المتسارع أو التباعد الذي أحدثته الأجهزة الرقمية. فعاد الأب ليجلس مع أبناءه ليكلمهم أو ليتابع تعليمهم، وعادت الأم لتخصص وقتاً لابنتها وتفتح لها قلبها.
كما أنه لا بأس من تخصيص وقت للتسلية والترفيه عن النفس والأهل، عبر متابعة البرامج المحببة أو مطالعة الكتب والمصادر الهادفة في شتى المجالات.
4- الانخراط في حملات التطوع والتبرع للوقاية من الوباء
قد تكون أنت من أصحاب الحس الوطني والوعي الاجتماعي، فيكون من المفيد أن تستغل جزء من وقت فراغك لتنضم إلى قوافل المتطوعين في بلدك من أجل دعم جهود الحد من انشار فيروس كورونا.
لكن احرص دائماً على مرافقة الخبراء ومسلحاً بوسائل الوقاية حتى لا تعرض نفسك والآخرين للخطر.
5- استخدام الحلول والبدائل الرقمية
من إيجابيات العصر الذي نعيش فيه أن وسائل التواصل باتت منتشرة في شتى المجالات، فصار بإمكانك أن تدفع فواتيرك عبر التطبيقات الرقمية. كما سهلت التقنية حلول العمل والاجتماع عن بعد.
والتعليم عن بعد صار متاحاً للجميع، سواء كان المدفوع أو المجاني، فيكفي أن تدخل موقع يوتيوب وتبحث عن مصادر للتعلم في أي مجال وبأي لغة شئت.
كما أن من حسن حظ فاعلي الخير أن تفشي الوباء لن يحول بينهم وبين العطاء ومساعدة المحتاجين، بعد أن وفرت تطبيقات رقمية حلولاُ لعمل الخير عن بعد، تعين على مساعدة فقير أو محتاج أو مشرد، فيستمر الخير ويمتد الأجر والثواب.