يظل تقديم الطعام لعابري السبيل والفقراء كأصل عام من أعمال البر التي يأمل المسلمون نيل الأجر والثواب. ويزيد اهتمام المسلمين بذلك في رضمان، حيث لا يزال إطعام الطعام و إفطار الصائم أو تسحيره من أكثر الأعمال التي يقبل عليها وتنافسون حولها. لما في ذلك من فضل عظيم وأثر اجماعي كبير بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين.
فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً”. (رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
فضل تفطير الصائم
كما أن تفطير الصائم الذي ورد بأن له مثل أجر الصائم هو أن يقدم له شيئا صالحا للأكل. ويكون أول ما يتناوله الصائم هو طعامه.
فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قوله عليه الصلاة والسلام: “من فطّر صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار. وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء. قلنا: يا رسول الله ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم. فقال عليه الصلاة والسلام: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة من ماء. ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة”. (رواه البيهقي وابن خزيمة في صحيحه).
وإذا أراد الشخص الحصول على أجر تفطير الصائم فلا بد أن يكون أول ما يتناوله من طعامه أو شرابه.
تفطير الصائمين تودداً ومعونة لهم على الطاعات
فمن السلف الصالح من كان يحرص على إطعام الطعام ويراه من أفضل العبادات. بل إن منهم من كان يؤثر بطعامه. فعبد الله ابن عمر – رضي الله عنهما- كان لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
كما أن من السلف من كان يجلس يخدم أصحابه وهو صائم، لما في ذلك من تودد للصائمين واحتسابا لأجر معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامه.
كيف ينال المسلم أجر تفطير الصائم في رمضان؟
الواقع أن العلماء اختلفوا فيما يحصل به من أجر. فمنهم من قال يحصل بأدنى شيء ولو بتمرة أو جرعة من ماء أو مذقة من لبن. بينما ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء آخرون، إلى القول أن الثواب لا يحصل إلا لمن أشبع الصائم. لأن في إشباعه حصول المقصود من تقوية على العبادة والاستغناء في تلك الليلة.
وقد قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين حول اختلاف العلماء حول معنى من فطر صائماً: (أن المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة. وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره أن يشبعه لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليلة وربما يستغني به عن السحور.
ولكن ظاهر الحديث أن الإنسان لو فطر صائماً ولو بتمرة واحدة فإنه له مثل أجره. ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إفطار الصائمين بقدر المستطاع لا سيما مع حاجة الصائمين وفقرهم أو حاجتهم لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم).
هل يثبت الأجر بالتبرع بالمال للجمعيات الخيرية أو تقديم كوبونات؟
لقد تشعبت دروب الحياة في أيامنا وأصبحت أكثر تعقيداً. فتباعدت المسافات بين الناس. كما زاد عدد من يحتاجون إلى الغذاء وقت الإفطار في رمضان، من الفقراء وعابري السبيل والعمال البعيدين عن أهلهم.
فصارت الجمعيات والمنظمات تتولى عملية تفطير أكبر عدد من الصائمين وعبر العديد من الدول، حتى يعم الخير ويتحقق مبدأ التراحم فيما بين المسلمين في رمضان.
فالصدقة التي يقدمها المتبرع إلى الجمعيات التي تتولى تفطير الفقراء وعابري السبيل من المسلمين، هي صدقة يحصل بها يحصل لصاحبها ثواب من فطر صائماً إن شاء الله.
الشيخ عبدالرحمن نوح شوارى
السم عليكم ورحمةالله وبركاته
نشكركم لذالك أنتم علي ما تقولون صادقون