صدقة الماء : لماذا هي أفضل الصدقات؟

2020-04-22

الماء نعمة عظيمة. به تنطلق حياة المخلوقات ككل وحياة البشر على وجه الخصوص. على ضفافه قامت حضارات وبزواله اختفت أمم من الوجود. وفي عصرنا الحاضر لا تزال شعوب كثيرة محرومة من هذا المورد المهم، بسبب الجفاف وقلة الإمكانات. لأجل ذلك حرص ديننا الحنيف على العمل على توفيره لمن هم في حاجته، وجعل صدقة الماء وسقيا العطشى من أفضل الصدقات، كما أخبرنا بذلك عليه الصلاة والسلام.



فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام حرص على تعليم المؤمنين كل أمرٍ يقربهم إلى الله تعالى. فلم يحصر ذلك في العبادات فقط، على ما فيها من ثواب عظيم. بل علّمهم أن أي عمل صالح ينتفع به البشر والزرع والدواب على هذه الأرض هو باب للأجر والقرب من الله. فكانت صدقة الماء من أبرّ تلك الأعمال.

قصص عن فضل صدقة الماء

تصور أخي – بارك الله فيك – أن يغفر الله لك ذنوبك فقط بسقي الماء. فقد جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا أنه عليه الصلاة والسلام قال: “بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر.

فهذا حال من وفقه الله إلى سيقي كلب – مخلوق من مخلوقات الله – فكيف بمن وفقه الله إلى سقي أمة من الأمم هي في أشد الحاجة إلى الماء لتشرب منه ولتسقي حرثها ودوابها؟  فالأكيد أن الثواب عظيم بحول الله.

فوائد صدقة الماء

صدقة الماء للمريض

ذكر البيهقي رحمه الله قصة الحاكم أبي عبد الله أنه قصد أحد الأئمة ليطلب منه الدعاء له في مجلسه يوم الجمعة للشفاء من قرحة أصابت وجهه. فدعا له وأكثر الناس التأمين، فلما كانت الجمعة الأخرى، جاءت امرأة قالت أنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله في تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها: قولوا لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين. فما كان من الحاكم أبي عبد الله إلا أن أمر بسقاية الماء، وأخذ الناس في الماء فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان.

سقاية العطشى على الميت

قد يُبتلى العبد المؤمن بفقد عزيز من أقرب الناس إليه، فيصبح كل همه هو أن يجعل له شيئاً في ثوابه بل ويدوم أجر ذلك العمل.  

وهذا بالضبط ما حدث لسعد بن عبادة رضي الله عنه، عندما توفيت والدته، فجاء الصحابي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقول: “يا رسول الله، إن أمي كانت تحب الصدقة، أفينفعها أن أتصدق عنها؟” فقال عليه الصلاة والسلام: “نعم، وعليك بالماء”. بمعنى أن رسول الله أوصاه بالصدقة عن والدته بسقي الماء. فهو أفضل صدقة.

فوجهه رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى أقصر الطرق وأفضلها التي ينتفع بها الميت في قبره.

كيف أتصدق بالماء؟

  • أن يكون لك مشروع تُجري به نهراً أو تحفر بئر ماء صدقة جارية، يروي ظمأ العطشى في إحدى القرى أو البلدات النائية. لتصير لك حسنة عن كل قطرة ماء تخرج من هذا البئر.
  • تتولى توزيع قارورات الماء ليشرب منها المصلون في المساجد في أوقات الصلوات.
  • تتولى بنفسك توزيع الماء على المارة في الشارع أو تضع برادات الماء وقت الحر في الأماكن العامة.

كل ذلك وغير ها هي أبواب للأجر إن شاء الله.



مشروع سقيا العطشى

في عصرنا الحالي يوجد أكثر من 40 في المائة من السكان في إفريقيا في حاجة إلى الماء النقي، بسبب بعد المسافات وقلة الإمكانات للوصول إلى مصادر الماء.

فيمكنك أن

  • تدعم أحد مشاريع حفر الآبار أو مد قنوات الماء النقي في القرى النائية،
  • تساهم في دعم أنظمة تنقية المياه وترشيد استخدامها، في المناطق التي تنتشر فيها الأمراض، بسبب اضطرار الناس إلى استخدام مياه ملوثة.
  • دعم المزارعين الفقراء بمعدات الري العصرية التي تتحكم بفعالية في مخزون الماء.
  • بناء خزانات الماء في القرى الصحراوية.
  • دعم مشاريع تحلية مياه البحر في الدول الفقيرة.

وتعمل قطر الخيرية تقريب أعمال الخير إلى المحسنين مساعدتهم على إطلاق مشاريع المياه والإصحاح في 44 دولة حول العام، حيث توفر في موقعها الرسمي أكثر من 7 آلاف مشروع مياه ليستفيد منها قرابة 4 ملايين شخص، يمكنك أن تختار إحداها وتتولى تمويلها للانطلاق ومتابعة إنجازها عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الرسمي.  

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق