تكنولوجيات حديثة لتحسين حياة الناس في فلسطين

2020-05-31

لازالت التكنولوجيا تسهم بقدر كبير في مكافحة الفقر وتحسين ظروف عيش الفقراء وتلبية احتياجاتهم الحياتية اليومية وتحسين أوضاعهم. ففي فلسطين التي يعيش سكانها ظروفاً صعبة واستثنائية أثرت على حياتهم الاجتماعية، بدأت في استخدام الحلول التقنية البديلة لمواجهة التحديات التي تعرفها الكثير من القطاعات الحساسة، مثل التعليم، والصحة، والزراعة.



1- الطاقة المتجددة .. تكنولوجيا نظيفة لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي الكبير بغزة

نظرا لمشاكل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في قطاع غزة فقد أولت قطر الخيرية اهتماما كبيرا لاستخدام تكنولوجيات حديثة مستدامة وبديلة وصديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية أو تقنية البيوغاز، من أجل توفير حلول ملائمة والقيام بتوفير الطاقة المطلوبة للمدارس والمشافي وضخ المياه للمزارع وغيرها. حيث يعاني قطاع غزة الذي يسكنه نحو مليوني شخص من ظروف معيشية صعبة.  

الطاقة المتجددة لدعم قطاع التعليم

 ففي قطاع مهم مثل التعليم يؤدي انقطاع التيار الكهربي المستمر إلى مشاكل كثيرة. بسبب ضعف البنية التعليمية ورداءة مخرجاتها.

وللحد من هذه المشكلة وتحسين بيئة التعليم قامت قطر الخيرية بتنفيذ مشاريع مستخدمة أنظمة توليد طاقة كهربية مساندة مستدامة وصديقة للبيئة. كأنظمة الخلايا الشمسية التي تعمل على تحويل طاقة الإشعاع الشمسي إلى طاقة كهربية. ويمكنها تزويد المدارس بما تحتاجه من طاقة بشكل دائم ومستقل وبكفاءة عالية خاصة أن قطاع غزة يقع ضمن حزام شمسي بمتوسط إشعاع عالي.

وساهم المشروع في توفير طاقة كهربائية مستمرة لـ 14 مدرسة في كل من شمال قطاع غزة ومدينة خان يونس ومدينة رفح والمنطقة الوسطى ومدينة غزة. بالإضافة إلى 4 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا). 

كما تم تزويد مدرسة الشيماء الثانوية للبنات في بيت لاهيا بنظام الطاقة الشمسية حيث استفاد من المشروع 960 طالبة.

ويجري حاليا تزويد مدرسة الفهد الصباح بالطاقة الشمسية ومن المتوقع أن يستفيد منها 240 طالبة. إضافة إلى تحسين البنية التحتية للخدمات التعليمية المقدمة لـ 15,000 طالب وطالبة.

قطاع الصحة يستفيد من الطاقة المتجددة للحد من مشكل انقطاع الكهرباء

أما قطاع الصحة في غزة يعاني هو الآخر نقصا في الأجهزة والمعدات والأدوية. ويشهد انقطاعا مستمرا للتيار الكهربائي مع عدم قدرة وزارة الصحة على شراء الوقود اللازم لتشغيل المولدات. ما يشكل خطراً على حياة المرضى.

وينطبق هذا الأمر على المستشفيات والعيادات ومراكز الرعاية الأولية  الأمر الذى يضاعف التأثير السلبي على حياة سكان القطاع.

ولمعالجة هذا الوضع نفذت قطر الخيرية مشروعا يعتمد على التكنولوجيات الحديثة بتكلفة بلغت 420000 دولار لاستخدام أنظمة الخلايا الشمسية لتوليد طاقة كهربية مساندة مستدامة وصديقة للبيئة. للمساهمة في توفير مصدر طاقة كهربائي مستدام يسهم في تحسين الخدمات الصحية وحماية المرضى.

توظيف التكنولوجيات الحديثة لمعالجة النفايات الطبية

كما ساهمت قطر الخيرية في استكمال مشروع إنشاء وتشغيل نظام إدارة النفايات الطبية في قطاع غزة. بالتعاون مع شركاء دوليين على رأسهم وكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA)، وشركاء محليين على رأسهم وزارة الحكم المحلي ووزارة الصحة الفلسطينية وسلطة البيئة. بهدف استخدام التكنولوجيات لتحسين مستويات الصحة العامة وتحقيق التنمية الحديثة في المناطق الريفية في قطاع غزة. إضافة إلى توفير الطاقة المستمرة لمحطة معالجة النفايات الطبية في خانيونس. من خلال تزويد المحطة بمصدر كهرباء ونظام طاقة شمسية.

ويسهم المشروع  الذى يستفيد منه 500 ألف بتكلفة بلغت 200,000 دولار في حماية البيئة المحلية ويعمل على تخفيض فاتورة المصاريف التشغيلية للمعالجة. حيث يتم توفير الطاقة الشمسية اللازمة لتشغيل جهاز التعقيم إضافة الى انشاء وتوصيل شبكة الكهرباء اللازمة للوصول الى مكان المحطة.

توفير المياه بالاعتماد على الطاقة المتجددة للنهوض بقطاع الزراعة

أما في قطاع الزراعة، فقد تم تشغيل بئرين بواسطة الطاقة البديلة بتكلفة 42,433 دولار. ما ساعد على ضخ المياه لري أكثر من 200 دونم ضمن مشروع إعادة تأهيل 7750 دونم لدعم المزارعين الذين يسكنون في المناطق المتضررة في قطاع غزة.

ويهدف المشروع الى دعم ومساندة المزارعين المتضررين وتشجيع الزراعة بهدف الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية والمساهمة في الحد من البطالة. وهذا عبر توفير فرص العمل وتخفيف الأعباء الاقتصادية. الى جانب المساهمة في حماية البيئة من خلال توفير مصادر طاقة نظيفة ورفع كفاءة الطواقم العاملة في قطاع غزة في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة.

2- الروبوت : قفزة للارتقاء بالتعليم في فلسطين

يعتبر التعليم رافعة أساسية ومهمة في بناء المجتمعات واقتصاد الدول خاصة تلك التي تعاني من شح في المصادر الطبيعية. ولذلك تولي الدول الساعية إلى التقدم وإحداث نهضة وبناء اقتصاد المعرفة أهمية خاصة للتعليم وتحاول الارتقاء به وتحسين نوعيته.

ونسبة للظروف الصعبة والتحديات التي يواجهها قطاع التعليم في فلسطين، بادرت قطر الخيرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بالضفة الغربية إلى تنفيذ خطة ترتكز على التعليم النوعي من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة. مثل مشروع الروبوت في التعليم.

هدف المشروع الروبوت في قطاع التعليم

 ويهدف المشروع إلى تحسين جودة التعليم ومخرجات العملية التعليمية من خلال دمج التكنولوجيا في منظومة التعليم.

وفي هذا السياق تم تزويد 64 مدرسة بأدوات تكميلية (حقيبة الروبوت التعليمي) تمكنها من توظيف قدراتها في خدمة الطلبة وتحسين مخرجات العملية التعليمية.

استفاد من المشروع 1040 طالبا، و785 معلما ومشرفا، واستهدف المشروع 64 مدرسة في جميع المحافظات و 17 مديرية بالضفة الغربية، بتكلفة إجمالية تبلغ 55,871.72 دولارا أمريكيا.

برامج وورش لدعم استخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي  

كما تم عقد ورش تدريبية على مدار 9 أيام في مختلف محافظات الضفة الغربية شارك فيها 145 معلما ومشرفا، الذين تم اختيارهم حسب قدراتهم التي تناسب أبعاد المشروع التعليمية. حيث تم تدريب وتأهيل هذه المجموعة على تكنولوجيا الروبوت والذكاء الاصطناعي والبرمجة والبحث العلمي. إضافة إلى تعزيز دور مديري المدارس في دعم الطلبة.

وتضمنت الورش محاضرات وتطبيقات عملية عن الروبوت والذكاء الاصطناعي وعلاقة ذلك بالثورة الصناعية الرابعة. وتصميم وبناء نماذج روبوت باستخدام حقائب الروبوت التعليمية من نوع EV3 Education Robot Kits. إلى جانب قوانين واليات التحكيم في مسابقة الروبوت وفق المعايير العالمية. وكيفية تشكيل وإدارة الفرق الطلابية في المدارس. وتحدي مدن المستقبل وتوظيف تكنولوجيا الروبوت والذكاء الاصطناعي فيها.

خطط مستقبلية

ويجري العمل حاليا بواسطة المجموعة التي شاركت في الورش على تدريب (640) طالبا وطالبة في 64 مدرسة في جميع محافظات الضفة الغربية على تكنولوجيا الروبوت والذكاء الاصطناعي والبرمجة والبحث العلمي. إضافة إلى إكسابهم العديد من المهارات التي تحفزهم على الابداع والابتكار.

كما سيتيح المشروع في المرحلة المقبلة الفرصة للطلبة لعرض وإبراز إبداعاتهم في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي. وهذا من خلال مشاركتهم في مسابقات الروبوت. بالإضافة الى إشراك أولياء الأمور في دعم هذا التوجه من خلال دعوتهم لحضور الأنشطة والمسابقات. بما يعزز دور المجتمع في دعم مشاريع الإبداع.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق