لما يقارب الأربع سنوات، ظلت قرية الشيخة عائشة بنت حمد العطية في السودان، تفتح أحضانها لاستقبال الأيتام وأسرهم. وتحديداَ منذ افتتاح القرية في شهر أبريل / نيسان من العام 2017 ، فقد مثل هذا التأريخ علامة فارقة في مسيرة الأيتام في السودان ، بتأسيس صرح إنساني يتعهدهم بالكفالة والرعاية امتثالاً لقوله تعالى (ويسألونك عن اليتامى ، قل إصلاحٌ لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم ، والله يعلم المُفسدَ من المُصلحِ ، ولو شاء الله لأعنَتَكم ، إن الله عزيزٌ حكيم) (البقرة – 220).
قرية رفقاء التي تحتضنها مدينة الدامر حاضرة ولاية نهر النيل الواقعة على بعد 300 كلم شمال العاصمة الخرطوم. تمثل واحدة من المشاريع المضيئة لقطر الخيرية في السودان. إذ كلف بناء القرية 13 مليون دولار، لكفالة 1100 يتيم دون سن الثامنة عشرة. إذ يتوزعون مع أسرهم على 200 بيت مشيدة على أحدث طراز عمراني، ومفروشة بأفخم وأفخر الأثاث، بما يحقق الاستقرار الأسري.
خدمات صحية
لقد بذلت قطر الخيرية يدها بيضاء، بكفالة الأيتام وأسرهم، من خلال قرية الشيخة عائشة بنت حمد العطية، التي تتسع لبسط الخدمات الصحية عبر مركز صحي حديث. تُديره كوادر طبية مدربة ومتخصصة، تقدم العناية المتكاملة، وتوفر العلاجات المجانية بما فيها أدوية الأمراض المزمنة والعقاقير المنقذة للحياة.
صروح تعليمية
ولما كان التعليم أساساً يقوم عليه بناء ونهضة وتقدم الأمة، فقد حرصت قرية الشيخة عائشة بنت حمد العطية، على تخصيص مساحة واسعة لبناء مدرستين أساسيتين وأخريين ثانويتين. بجانب روضة للأطفال والبراعم. وقد تم بناء الصروح التعليمية على أحدث طراز وتهيئة بيئتها بكافة المستلزمات التي تحقق تحصيلاً أكاديمياً مثمراً للأيتام في المراحل التعليمية الثلاث.
قرية الشيخة عائشة بنت حمد العطية التي تكفل 23 معلماً.حيث أفردت حيزاً للفاقد التربوي من الأيتام الذين تخطاهم قطار التعليم، فأنشأت لهم معهداً حرفياً متخصصاُ في مجالات الكهرباء والحِّدادة والمصنوعات الجلدية الخاصة بالكوادر النسوية اللائي ميزتهم القرية بتخصيص مشغل للتفصيل وحياكة الملابس.
مشروعات مدرة للدخل
القرية التي حققت الاستقرار العائلي والدفء الأسري للأيتام، أحدثت تحولات كبيرة في حياة الكثير من الأسر الذين وفرت لهم قطر الخيرية مشاريع استثمارية مدرة للدخل، بعد إجراء الدراسات الميدانية اللازمة، وتقول فاطمة عبد الله وهي أم لثلاثة من الأيتام وتدير محلاً لبيع غاز الطهي، إن المحل أحدث نقلة اقتصادية كبيرة للأسرة ووفر لها احتياجاتها الضرورية وأخرجها من دائرة الفقر.
فاطمة … محل للغاز
تحكي فاطمة عن معاناتها منذ وفاة زوجها في العام 2016. وانتقالها برفقة أبنائها الأيتام إلى مدينة عطبرة للعيش مع أسرتها الكبيرة في بيت مؤجر، ووالد عاطل بسبب إحالته إلى المعاش بعد أن أفنى زهرة شبابه عاملاً في قطاع السكة الحديد. فشكل هذا الوضع ضغطاً كبيراً على فاطمة وأبنائها الأيتام والذين كانوا يرتادون المدارس التي كانت تكلفهم مصاريف إضافية.
“ولا ينسى ربك أحدا”، تقول فاطمة وتتنهد بارتياح ولسانها يلهج بالامتنان لقطر الخيرية. التي انتشلتها من وضعها البائس، وحققت لها حياة رغدة بانتقالها إلى قرية الشيخة عائشة بأبنائها الثلاثة ووالديها. ووفرت لهم سكناً فاخراً ومريحاً، وتعليماً مجانياً. وزادتها كيل بعير بمنحها محل لبيع غاز الطهي يحتوي على 40 أسطوانة.
حنان …. محل توابل
حنان بشير أرملة أخرى استفادت من أيادي الرحمة التي ظل يبسطها أهل الخير في قطر، وذلك بتوفير سكن مريح حقق استقراراً أسرياً لحنان وابنتيها اليتيمتين منذ وفاة والدهما في العام 2014، حيث حظيت أم البنتين بمحل لبيع التوابل ساعدها كثيراً في تحقيق تطلعاتها الشخصية ونهض بمستوى أسرتها اقتصاديا.
بحر لا ينضب
وتروي حنان التطورات التي حدثت لمحل التوابل. وتقول إنها استطاعت خلال فترة وجيزة وبالاستفادة من أرباح المحل، أن تضيف مطحنة للتوابل، ومفرمة للبقوليات، بجانب شراء رفوف للمحل. وتعرب عن سعادتها بالنقلة التي حدثت لها في حياتها الاقتصادية، لتصبح صاحبة محل لبيع التوابل بعد أن كانت تبيع المكانس قبل الانتقال إلى القرية. ووهذا بفضل الله وبدعم وإسناد قطر الخيرية، بحر العطاء الذي لا ينضب.
قرية الشيخة عائشة بنت حمد العطية صرح لصناعة الأمل
وينقل عباس أحمد الخضر وهو مدير قرية الشيخة عائشة بنت حمد العطية، الأجواء التي تعيشها القرية في ظل الاهتمام المتعاظم الذي توليه قطر الخيرية للأيتام وأسرهم. ويقول إن القرية صنعت الأمل وغرست الفرحة في نفوس هذه الشريحة التي كانت تعاني من الحرمان وتشكو الفقر والفاقة.
” من لا يشكر الناس لا يشكر الله ” يقول عباس ويبعث بتحية لقطر الخيرية والقائمين على أمرها في الدوحة والخرطوم، للمساعدات العظيمة التي تقدمها للأيتام وأسرهم بالسكن الفاخر والكفالة المستمرة. مقروءة مع الخدمات المجانية في التعليم والصحة. ومشاركتهم بركات رمضان وفرحة الأعياد، ويسأل الله أن يتقبل منهم وفي ذلك فيتنافس المتنافسون.