في بيت وادع بوادي “راولاكوت” الجميل في إقليم كشمير في باكستان، ولدت الطفلة رابية قاضي. وعاشت بداية عمرها بهدوء وسكينة في كنف أبوين يحبانّها ويحرصان على تحقيق أحلامها المستقبلية، خصوصا بعد أن لمسا فيها علامات الذكاء والجدّ.
كانت رابية تحلم منذ صغرها بأن تواصل دراستها وتكون طبيبة عندما تنهي دراستها الثانوية. لكن هذا الحلم تعرض للخطر عندما كانت في التاسعة من عمرها حينما فقدت والدها في كارثة الزلزال الذي ضرب كشمير عام 2005.
الأمل … أكبر معين لليتيمة رابية لتحقيق حلمها
ورغم أنها كانت الأصغر من بين أشقائها؛ إلا أنها كانت تمتلك إحساسا عاليا بقدرتها على القيام بشيء مهم في حياتها لرعاية أسرتها وغيرهم من الناس. ولكن بعد فقدها المحزن والمأساوي لوالدها، خشيت ألا يتحقق حلمها الجميل. إلى أن علمت عن مبادرة رفقاء التابعة لقطر الخيرية. التي تركز على كفالة الأيتام عبر العالم. كما تقدم رعاية شاملة لهم في الجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية بدعم كريم من الكافلين في دولة قطر.
علّقت اليتيمة رابية آمالا عظيمة على هذه الفرصة لتذهب بعدها لزيارة مكتب قطر الخيرية في كشمير برفقة عمها وكانت متحمسة للغاية لأن الأمل عاودها من جديد لتحقيق طموحها بأن تصبح طبيبة.
بفضل الكفالة الشهرية لمبادرة رفقاء ودعمها المعنوي لها استعادت “رابية” صحتها وحيويتها والتحقت بالمدرسة الثانوية. وتمكنت من إنهائها بنتيجة ممتازة. لتكون الأبواب مشرعة أمامها كي تضع قدميها على بوابة حلمها المستقبلي.
التحقت رابية ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة في كلية الطب في راولاكوت بكشمير. وهي تواصل خلال هذه الفترة مشوارها العلمي بثقة واقتدار. إذ هي تكاد تصل إلى بلوغ مرحلته النهائية. وتبدو في غاية الامتنان للمساعدة التي تلقتها منذ بداية الكفالة وحتى الآن.
وقالت بهذه المناسبة: “يمرّ الناس بالعديد من الصعوبات للحصول على تعليم جيد وأنا أيضاً وجدت صعوبة حتى حصلت على الدعم المطلوب من كافلي الكريم في الوقت الذي كنت بحاجة إليه”.
وتعتبر اليتيمة رابية نفسها محظوظة بعطاء كافلي دولة قطر الذين يمدون يد العون والمساعدة إلى الأطفال المحتاجين والمتضررين وأسرهم. ونوهت في ختام حديثها على العهد الذي قطعته على نفسها بإتمام دراستها بجد وتفوق. وأن تسخر مهنتها لخدمة مجتمعها. وتخصص جزءا من دخلها مساعدة ذوي الحاجة من الأطفال في بلدها وعبر العالم.