7 أمور تساعدك على اتخاذ قرار تبرع فعّال

2020-06-14

إن قرارك التبرع للعمل خيري ليس قرارا سهلا. لأنك ستجني ثماره في الدنيا والآخرة. لذلك يجب أن يكون مدروسا بعناية، ويخضع لعملية اتخاذ القرار، كما حدّدها علماء الإدارة، حتى يكون قرارا سليما.  

في هذه السطور القليلة سنوضح لك بعض النقاط التي ستساعدك على اتخاذ قرار التبرع على النحو التالي:



أولا: دورك كمتبرع أن تتابع وتقيّم المشاريع التي تدعمها

رسالة العمل الإنساني هي الوصول للفئات الأشد احتياجا. وهذه المهمة مسؤولية المتبرع. والجمعية هي من تجمع التبرعات وتنفذ البرامج والمشاريع على أرض الواقع. ودورك كمتبرع لا ينتهي بتقديم التبرع لها بل يبدأ به. ثم يتواصل بمتابعة التنفيذ معها. ثم المطالبة بالتقرير الشامل عن المشروع. وهذا ليس فضل منك بل هو واجب عليك. كما يتوجب عليك المتابعة والتقييم بعدها. ثم إرسال النصائح للجمعيات المنفذة. إذ عليك أن تتعامل مع تبرعك وكأنه سهم في شركة ربحية تريد أن يحقق لك أعلى عائد.

ثانيا: أن تسأل هل التبرع للعمل الخيري سيدعم مشروعا أم برنامجا

فالبرنامج يكون أقوى في التأثير. وعدد المستفيدين أكثر ومدته تنفيذ أطول. ويحدث تغييرا إيجابيا في المجتمعات. أما المشروع فيكون ذا تأثير محدود ولا يحقق ما يحققه البرنامج.

ثالثا: اجعل تبرعاتك تشمل أكثر من مجال إنساني

كثيرا ما توجّه وسائل الإعلام اهتمام المجتمعات نحو قضايا إنسانية أو مناطق معينة أكثر من قضايا ومناطق معينة أخرى من خلاله تركيزها عليها لاعتبارات مختلفة. لذا فإن عليك عدم نسيان القضايا الإنسانية والموضوعات المزمنة. وحاول أن توزع تبرعاتك في أكثر من مكان حتى تكون أعمّ نفعا .

رابعا: إبحث عن دعم المحتاجين المنسيين

فدور المؤسسات الإنسانية ليس جمع الأموال وإنفاقها على الأشد احتياجا فقط. بل دورها كذلك توعية المتبرعين بالقضايا المنسية.

فهل سمعت مثلاً من قبل عن المسلمين ساكني الكهوف بإقليم قانسو بالصين أو هل سمعت عن قلة الخدمات الصحية بألبانيا والتي قد يسير المريض قرابة ساعة ونصف الساعة حتى يصل لأقرب مركز صحي. وهل سمعت عن الأم التي تمشي ست ساعات على الأقدام يوميا لجلب المياه لأسرتها في النيجر.

بمعنى آخر أن دورك هو أن تدفع الجمعيات الخيرية للاهتمام بالتوعية حول هذه القضايا وغيرها ونشر المعلومات التنويرية عنها. ومهمتك كمتبرع دعم من يحتاج وليس دعم من يظهر الإعلام احتياجه فقط.

خامسا: قبل أن تتبرع راجع الحملات السابقة للمؤسسات الخيرية

تواصل مع القائمين على المؤسسات الخيرية واسألهم عن حملاتهم خلال المواسم الماضية، مثل حملات رمضان أو موسم الأضاحي وحملاتهم الإغاثية السابقة، وما تم تحقيقه من أهداف وأين تقارير هذه الحملات التي توضح التغيير الإيجابي الذي حدث فعلا.  

سادسا: تعامل مع المؤسسات الإنسانية التي توضح لك الصورة الكاملة للوضع الإنساني

فكل الأزمات التي تمر بها الإنسانية الآن أصبح لها تاريخ، فأحدث أزمة هي سوريا ومرّ عليها عدة سنوات، فكيف لبعض المؤسسات مازالت تنشر صور النزوح والدمار، وهذه الصور لا تحتاجها كمتبرع حتى تحفزك على التبرع لأنك تراها يوميا في الإعلام.

لذلك ابحث عن المؤسسات الإنسانية التي عماد حملاتها التسويقية إظهار الأمل وقوة التحدي لهؤلاء اللاجئين أو النازحين، أما الاعتماد على صور المعاناة فهذا لا يعطيك حقك في التعرف على الصورة الكاملة عن تلك الأزمات.

سابعا: شجع ثقافة المتابعة والتقييم للمشاريع الخيرية

فمن مهام الجمعيات الخيرية التشبيك بين المتبرعين ومهمتك أن تحفزهم لتفعيل هذا الدور عن طريق تقديم نصف تبرعك واطلب منهم البحث عن متبرع آخر يقوم هو بالتبرع بالنصف الباقي وبذلك تضمن أن المشروع سيتم متابعته منك ومن متبرع آخر. وبالتالي ستكون عملية المتابعة والتقييم والإشراف أقوى من أن يقوم بها شخص واحد، ونصف تبرعك الآخر تستطيع التبرع به لقطاع آخر أو مؤسسة أخرى.

في النهاية

تذكر دائما أن هناك الملايين في حاجة إلى تبرعك وأنت المسؤول الأول والأخير عن ضمان فاعلية وكفاءة تقديم أفضل البرامج لهم، واجتهد في تلبية احتياجاتهم، فأشكال التبرع متنوعة ومتغيرة ومتجددة، وانتظر السعادة لك ولأسرتك في الدنيا والأخرة فالسعادة الحقيقة في العطاء.

المقال منشور في العدد 22 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق