فصلنا في مقالات سابقة العديد من المسائل المرتبطة بالأضحية مثل دليلها من الشرع وثوابها وكذا الشروط الواجب توفرها في الأضحية والمضحي. وفي مقالنا سنخصصه للحديث عن أحكام وآداب الأضحية بالإضافة إلى مسائل توزيع وتقسيم لحومها.
لماذا نضحي في عيد الأضحى ؟
روى أبو داود في سننه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: “ما هذان اليومان؟” قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قد أبدلكم خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر”.
فهذا الحديث دليل على أن العيد يومان يوم للفطر ويوم للأضحى. ويلحق بالأضحى أيام التشريق؛ لحديث: “يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام”. رواه الترمذي وصححه.
وللعيد مغزى ودلالات في الإسلام منها لارتباطه بالمواسم الدينية. فعيد الفطر مرتبط بانتهاء صيام رمضان، وعيد الأضحى مرتبط بموسم الحج، ويأتي عقب يوم عرفة، لذلك نجد أن ظهار السرور والفرح في العيد مندوب.
حكم وآداب ذبح الأضحية
من آداب ذبح الأضحية :
- أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه إن كان يحسن ذلك. فالذبح يوم العيد قربة وعبادة. فقد نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين بَدَنة. واستناب علياً في نحر ما تبقى.
- ومن آداب الذبح كذلك الإحسان إلى الذبيحة وإراحتها. وأن يستقبل القبلة. أما إن كانت من الإبل فإنها تنحر قائمة معقولة رجلها اليسرى. أما إن كانت من غير الإبل فإنها تذبح مضجعة على جنبها الأيسر .
ويستحب وضع الرجل على صفحة عنقها، ويقول : بسم الله الله أكبر ، ويسأل الله القبول .
- وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا، لحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال : ” كان الرجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون ” رواه الترمذي .
- وعلى المضحي أن يستحضر نية التقرب إلى الله بفعله. فيخرجها طيبةً بها نفسُه وأن يتتبع في هديته وصدقته أقرب الناس إليه، وأحوجهم إلى الصدقة.
هل يجوز للمضحي أن يأكل من ذبيحته؟
- يُستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي، ويتصدق منها للفقراء والمساكين. وقد قال أهل العلم أن على المضحي أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث.
- ويحرم على المضحي أن بيع شيء من أضحيته من لحم أو جلد أو صوف أو غيره. لأنها مال أخرجه لله تعالى، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة.
- كما لا يجوز أن يعطى الجزار. شيئاً منها في مقابل أجرته، لحديث عليٍّ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره ألاَّ يعطي في جزارتها شيئاً كما عند البخاري. أما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك.
- استحب جماعة الفقهاء تقسيم ذبيحة العيد إلى ثلاثة أقسام. قال الإمام أحمد: نحن نذهب إلى حديث عبد الله: يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث. كما قال ابن قدامة: ولنا ما روي عن ابن عباس في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث، رواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في الوظائف، وقال: حديث حسن.