لا زلنا نواصل حديثنا عن هذه العشر الأيام المباركة. فبعد أن تناولنا في مقالنا السابق فضائل اشتملت عليها، سنخصص مقال اليوم للحديث عن الأعمال مستحبة في عشر ذي الحجة بنية الاستزادة من الخير والثواب.
1- الحج
أفضل عمل يسعد من وفقه الله لأداء مناسكه خلال العشر الأولى من ذي الحجة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة] متفق عليه.
2- صيام تسع ذي الحجة
ويدخل ضمن الأعمال المستحبة صوم المسلم التسع الأولى من شهر ذي الحجة. وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم التسع الأولى من ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين] (النسائي وأبو داود وصححه الألباني).
3ـ صوم عرفة لغير الحاج
وإن كان يدخل ضمن صوم التوسع الأولى، إلا أن فضله فيه زيادة أجر وثواب. فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ] أخرجه مسلم.
4. ذبح الأضحية يوم العيد
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَال: [ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا] (متفق عليه).
كما أنه من من الأعمال المستحبة في ذي الحجة أن يباشر المضحي بذبح أضحيتم بنفسه وأن يأكل منها اقتداء بنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
كما يجوز له أن يوكّل غيره مثل الجمعيات الخيرية التي تتولى توزيع لحم الأضحية على الفقراء.
5- الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير
فمن الأعمال مستحبة في عشر ذي الحجة أن يكبر المسلمون ويهللون ويحمدون الله ويسبحون، عبر الجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وفي كل مكان يجوز فيه ذكر الله، إعلاناً بتعظيمه تعالى.
قال الله تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) (الحج/28). وقد قال جمهور العلماء أن المقصود بالأيام المعلومات هي أيام العشر كما ذهب عن ابن عباس وغيره.
6ـ التكبير دبر الصلوات
ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة.
قال ابن تيمية: ” أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة .. ” (مجموع الفتاوى 24/20) . وقال ابن حجر: “وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود: إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى. أخرجه ابن المنذر وغيره والله أعلم ” (الفتح 2/536).
7ـ من أيسر الأعمال المستحبة: الصدقات وسائر أعمال البر
والصدقات على الفقراء وأداء النوافل من الصلوات، وصلة الأرحام، وغير مما يدخل في أعمال التي يرجى المؤمن منها الأجر والثواب ببركة هذه الأيام أكثر من غيرها.