الصدقة من أعمال الخير التي يستحب الإكثار منها لما فيها من خير وفير وأجر عظيم على فاعلها. والأصل أنها لم تحدد بوقت أو موسم بعينه، فوقتما حلّ الخير نفع. لكن هناك أوقات ومواسم ينال فيها العبد المؤمن من الأجور ما لا يناله في غيرها، مثل شهر رمضان والعشر الأولى من شهر ذي الحجة. فالصدقة في عشر ذي الحجة خير منها في غيرها، وأحب إلى الله عز وجل. قال عليه الصلاة والسلام: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني عشر ذي الحجة – قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء.” (أخرجه البخاري).
في مقال “فضائل الصدقة في الذي الحجة” ستتعرف على:
الصدقة باب للخير الكثير والأجر العظيم في هذه الأيام المباركة
والصدقة هي من أجلّ الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في العشر الأوائل المباركة من شهر ذي الحجة.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]،
ويقول رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا،
وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ” (رواه مسلم).
وقوله أيضا عليه الصلاة والسلام (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
فضل الصدقة في ذي الحجة
وقد سار عند بعض أهل الفضل الحرص على التصدق خلال العشر الأوائل من ذي الحجة لما فيها من خير كثير. ففيها الحج والأضحية.
وقد سبقت لنا الإشارة إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه الإمام أحمد، في فضل العمل الصالح خلال العشر الأولى من شهر ذي الحجة.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [حسن إسناده الألباني].
فدل هذا الحديث على أن العمل الصالح الذي يقع في الأيام العشر من ذي الحجة أحب إلى الله تعالى. وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده.
وإن كان المقصود من الحديث هي كل الأعمال الصالحة من غير استثناء منها إلا أن الأكيد أن الصدقة على الفقراء خلالها هي من أجلّ هذه الأعمال.
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في الصدقة وسواها من الأعمال الصالحة
لذلك فهذه الأيام فرصة عظيمة يجب اغتنامها. وعلى المسلم أن يحرص الإكثار من الطاعة ومجاهدة النفس باجتناب المعاصي فيها. وأن يكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات. فقد كان هذا هو حال نبينا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام، وحال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
يقول التابعي أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.