تظل مساعدة المضطرين والتفريج على المكروبين من المسائل التي حث ديننا الحنيف عليها، بما يحفظ للأسر تماسكها وللمجتمع وحدته واستقراره. وخير مثال هم الغارمون من خلال مساعدتهم بعد أن عجزوا عن تسديد ديونهم من أجل أن نرفع عنهم الغم ويعودوا إلى أهلهم سالمين مطمئنين.
الغارم وأنواعه
الغارم الذي عليه دين وجمعه غارمون. أما في عصرنا الحاضر فهو من عجز عن تسديد ديونه وعليه متابعات قضائية.
فهذه الفئة هي أحد مصارف الزكاة الثمانية التي حددها القرآن الكريم بهدف بث روح التكافل والتراحم بين أبناء الأمة.
قسَّم الفقهاء صنف الغارمين إلى قسمان: لمصلحة نفسه، فيعطى من مال الزكاة بقدر ما غرم به. ومن استدان لإصلاح ذات البين، فيوفى عنه الدين إذا لم يقدر على وفائه. وما يهمنا في مقامنا هو ذاك الذي أخ ديناً لمصلحة نفسه.
من استدان لمصلحة نفسه : ومن شروط إعطائه من مال الزكاة
- أن يكون الغارم لنفسه في حاجة إلى ما يقضي به الدين فيعطى من الزكاة.
- إن كان لا يملك شيئاً ولكنه يقدر على العمل والكسب فلا يمنع من إعطاءه الزكاة، وأما إن كان غنياً قادراً على سداد الدين لم يعط من الزكاة.
- أن يكون قد استدان في مباح أو في طاعة، فلو استدان في معصية فلا يعطى. مثال ذلك المقامر الذي وقع في دين بسبب قماره، فلا يجوز قضاء دينه من زكاة المال حتى يتوب وتحسن توبته، فيعطى من مال الزكاة بقدر ما يفي بدينه، حتى ولو استدان في معصية تاب منها.
- كما لا يشترط أن يكون صفر اليدين حتى يُعطى من الزكاة، ففلا يعتبر المسكن والملبس والفراش إلى غير ذلك من حاجيات الحياة مانعة من إعطائه ما يقضي به دينه.
سداد ديونهم وحل مشاكلهم
تعد هذه المسألة من المواضيع التي تترك آثارها الاجتماعية وتهدد تماسك الأسر. فقد ينطلق الواحد في مشروع استثماري بنية تحقيق مكاسب من وراءه، لكنه يتفاجأ بتراكم الديون عليه وعجزه عن سدادها.
لذلك يأتي دور الجمعيات الخيرية في سداد ديون الغارمين. حيث تلعب الجمعيات الخيرية والإنسانية داخل قطر وفي دول أخرى دوراً محورياً وفعّالاً في مساعدتهم والتفريج عن كربتهم. عبر الحملات الخيرية ومشاريع جمع التبرعات على مدار العام.
لكن وتيرة الدعم تتضاعف خلال المواسم مثل رمضان وموسم ذي الحجة. أين تلقى استجابة وفزعة من أهل الإحسان من كافة أطياف المجتمع، من أجل فك كربة الغارمين، ونشر التوعية بين أفراد المجتمع حول الاقتراض ومخاطره.