بدأت الكثير من الدول في تحيلي ودراسة مدى تأثير جائحة كورونا. حيث شكّل غلق المدارس ومختلف المؤسسات التعليمية أكبر صدمة يواجهها التعليم حول العالم. حيث أظهرت بيانات منظمة اليونسكو أنّ عدد المتعلّمين الذين تأثروا بموجة إغلاق المؤسسات التعليمية خلال ذروة الأزمة وصل إلى 1.6 مليار طالب في 190 بلداً، أي ما يعادل 94٪ من عدد الطلاب في العالم، وذلك قبل أن ينخفض هذا العدد إلى مليار متعلم اليوم. فيما لم تحدد قرابة 100 دولة موعداً لإعادة فتح المدارس فيها.
فقد حذرت الأمم المتحدة من نقص تمويل قطاع التعليم الذي سيؤدي إلى “مأساة إنسانية”، وحرمان الملايين من الشباب من الحصول على فرص التعلم. فالعالم بات يواجه حالة طوارئ تؤثر على فرص ومستقبل تعليم ملايين أطفال حول العالم خاصة في الدول الفقيرة.
ستتعرف في مقال “تأثير كورونا على التعليم” على:
الآثار العميقة لتوقف أنظمة التعليم لا زالت مستمرة خاصة في الدول الفقيرة
وبحسب تقرير للبنك العالمي، فإن أزمة التعليم في الدول الفقيرة سابقة عن انتشار كورونا، حيث كان 53٪ من الأطفال في سن العاشرة ليس بإمكانهم قراءة وفهم نص بسيط. وستكون لانقطاع أو تأخر استئناف التعليم آثار أعمق على الأطفال في هذه الدول أكثر من غيرهم. تعرّف عبر هذا المقال على 6 تحديات قد تواجه قطاع التعليم في الدول الفقيرة.
1* خسائر التعلّم
لعل أهم تحد قد يواجه طلاب المدارس والجامعات من فئة أصحاب الدخل المحدود، حتى خلال فترة التعافي من الوباء، هو مدى مقدرة الطالب على المحافظة على نفس مستوى المثابرة للحفاظ على المعدلات التي تمكنه من الاستمرار في مساره التعليمي. خاصة الطلاب في المناطق الريفية الفقيرة، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو أولئك الذين اضطروا إلى الدراسة خارج بلدانهم.
إذ سيجد الكثيرون صعوبة في المحافظة على نفس النشاط التعليمي والعودة إلى المدارس عندما يتم رفع قيود وباء كورونا.
2* العزلة الاجتماعية وزيادة معدلات التسرب المدرسي
ففي الكثير من الدول التي يفتقر فيها الأطفال لممارسة أنشطتهم الاجتماعية، تعتبر فيها المدارس ملاذهم الأخير، فعندما تغلق المدارس أبوابها، يفقد الكثير من الأطفال والشباب علاقاتهم الاجتماعية التي لها دور أساسي في التعلّم والتطور.
ويضاف إلى ذلك عاملي الفقر وعدم الاستقرار في الدول الفقيرة في دفع الأطفال إلى ترك مقاعد الدراسة.
3* عدم حصول الأطفال على أهم وجباتهم الغذائية اليومية
حيث تعتمد العديد من العائلات الفقيرة على نظام المدارس العامة، ليس فقط في التعليم، ولكن من أجل الضروريات مثل رعاية الأطفال وحصولهم على وجبات غذاء. لكن مع إلغاء المدارس، سيُترك العديد منهم دون وجبات مناسبة، بما سيؤثر على مستوى تحصيلهم الدراسي.
4* اتساع الفجوة الرقمية في مجال التعليم بين الدول
بعكس الدول الأكثر ثراء وتطوراً التي طورت استراتيجيات التعلُّم عن بعد، نجد أن الوضع مختلف في البلدان متوسطة الدخل والأفقر. فالعديد من الأطفال لا يملكون مكتباً للدراسة، ولا كتباً، فضلاً أو حواسيب في منازلهم، ناهيك عن صعوبة الاتصال بالإنترنت.
بالإضافة إلى عدم قدرة المؤسسات التعليمية على توفير حلول بديلة مستدامة. فقد أشار تقرير دولي إلى أنه من بين 700 جامعة تعمل في أفريقيا جنوب الصحراء، هناك عدد قليل جدًا منها مستعدة جيدًا ومجهزة بشكل كافٍ لتقديم برامجها عبر الإنترنت. حيث لا يزال الاتصال بالإنترنت يمثل مشكلة كبيرة، بل أن بعض البلدان الإفريقية تواجه صعوبات في ضمان استمرارية الإمداد بالكهرباء.
5* تأثر الطلاب المهاجرين
هناك مشكلة أخرى تتمثل في الطلاب الذين يدرسون خارج بلدانهم الأصلية. فالعديد منهم يعتمد على برامج الدعم من الجامعات أو مؤسسات المجتمع المدني تخص الإيواء وأو الغذاء أو تكاليف الدراسة. فأزمة الوباء أضحت ترهن مستقبلهم الدراسي بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف الباهضة.
6* ارتفاع نسبة عدم التحاق الأطفال اللاجئين بالتعليم
كان وضع الأطفال اللاجئين في العالم صعباً قبل الانتشار الكبير لجائحة كورونا. فالكثير منهم اضطروا للتغيّب لسنوات طوال عن الدراسة. لكن أزمة كوفيد-19 أزّمت الوضع أكثر بحيث أضافت عراقيل جديدة تحول دون تعلّمهم. أما أولئك الذين لم يلتحقوا ببرامج التعليم من قبل، فقد بات ينتظرهم عدم العودة إلى مقاعد التعليم على الإطلاق، ما لم يكن هناك تنسيق دولي لتوفير الحلول العاجلة والبديلة.
يمكنك دعم مشاريع ومبادرات قطر الخيرية حول العالم وتكون شريكاً في دعم التعليم في المناطق المحرومة.