الارتقاء بجودة التعليم في المجتمعات الفقيرة

2020-08-26

يظل التعليم من أهم روافد المجتمعات لتحقيق نهضتها وتقويم مسارها. فالدول التي حققت قفزات في مجالات عدة، وجدت أن الاهتمام بقطاع التعليم وإعطائه الأولوية هو الحل الأمثل لتجاوز التحديات والآفات التي تهدد مستقبل أبنائها.  بينما لا تزال دول كثيرة أخرى تعاني من افتقارها إلى الموارد الضرورية من أجل الارتقاء بجودة التعليم لدى أبنائها، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها من أجل الوصول إلى مصادر التعلم. من هنا يبرز دور المؤسسات الإنسانية والدولية من أجل دعم هذا المسار. وفي مقالنا هذا نستعرض جهود قطر الخيرية لتحسين جودت التعليم داخل المجتمعات المحرومة والفقيرة.    



ضعف مستوى التعليم في الدول الفقيرة

تبذل الكثير من الدول جهوداً كبيرة من أجل نشر التعليم في مجتمعاتها. فمن الناحية العددية والنظرية، تضافت أعداد الأطفال والشباب الذين يزاولون تعليمهم في مختلف الأطوار. لكن ذلك لا ينعكس بالضرورة على جودة التعليم.

ففي دول مثل كينيا وتنزانيا واوغندا، يفشل قرابة 75% من طلبة المرحلة الثالثة في قراءة جمل بسيطة. فيما لا يستطيع حوالي 50% من طلبة المرحلة الخامسة في القرى الهندية من القيام بعملية حسابية.

فمن أكبر التحديات التي تواجهها الدول النامية هو ضعف أنظمة التعليم وعدم قدرتها على مساعدة الأطفال والشباب على اكتساب المهارات اللازمة التي تتطلبها وظائف المستقبل، وتنمي فيهم روح الإبداع والتفكير البنّاء.

التسرب المدرسي والانقطاع عن التعليم

يشير التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2017 ، إلى أن حوالي 61 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي لا تتاح لهم الفرصة للذهاب إلى المدرسة. فيما تبلغ نسبة الإناث قرابة 53 في المائة من الأطفال الذين لا يزاولون تعليمهم. ويشمل ذلك العديد من الفئات المحرومة مثل الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الذين يقطنون في مناطق النزاع.  

حيث تسبب النزاعات والكوارث الطبيعية في حرمان أكثر من 75 مليون طفل من التعليم، تتراوح أعمارهم بين 3 و18 سنة.


الإهتمام بجودة التعليم من أهم أولويات قطر الخيرية في المناطق التي تنشط فيها
الإهتمام بجودة التعليم من أهم أولويات قطر الخيرية في المناطق التي تنشط فيها

نموذج قطر الخيرية في دعم التعليم وسط المجتمعات الفقيرة

تولي قطر الخيرية أهمية كبيرة للتصدي للأمية والجهل وسط المجتمعات الفقيرة، على اختلاف التحديات التي يواججها كل مجتمع. وهذا عبر بناء مدارس والفصول وكفالة الطلاب. كما تسعى المنظمة أيضاً إلى الارتقاء بجودة التعليم، من خلال توفير مستوى جيد وعصري من خلال تدريب العاملين واستخدام التكنولوجيات الحديثة في العملية التعليمية.

وتعتمد في ذلك على المعايير المعمول بها مع مراعاة خصوصية المجتمع. حيث عقدت المنظمة شراكات محلية ودولية، تساير خطة الأمم المتحدة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. وهو ما انعكس على أرض الواقع خلال السنوات الأخيرة:

افتتاح أكبر مدينة تعليمية للأيتام في السودان،

بهدف رعاية 600 يتيم رعاية كاملة ومباشرة بالإضافة إلى استفادة 6600 يتيم وأسرهم والفئات الأشد حاجة في مناطق مختلفة جنوبي ولاية الخرطوم.

تديشين مدرسة الإحسان 2

قامت بافتتاح مدرسة إحسان الثانية، بعد نجاح هذه التجربة التي تعتبر نموذجا ناجحاً لمدرسة غير ربحية، كونها تقدّم حلولا عملية لأبناء الجاليات العربية المقيمة في قطر، خصوصا ممن تمر بلادهم بظروف صعبة.

تجديد التعاون مع الحكومة الأندونيسية لدعم قطاع التعليم

قامت قطر الخيرية بتجديد مذكرة التفاهم مع الحكومة الإندونيسية، الموقعة عام 2006، بهدف تنفيذ مشاريع في قطاعات حيوية، من بينها مجال التعليم والارتقاء بجودته – بقيمة إجمالية تقدر بنحو ثلاثين مليون دولار، لتستفيد منها سبعة وعشرون مدينة في 8 أقاليم إندونيسية.

مساعدات تجاوزت 2 مليون دولار لدعم التعليم في 18 دولة

قدمت قطر الخيرية مساعدات تعليمية متعددة بقيمة أكثر من 2 مليون ريال قطري لـ 2258 يتيم في 18 دولة (من عام 2016 وحتى عام 2019). وقد شملت المساعدات التعليمية، شراء المستلزمات المدرسية التي تتمثل في الحقيبة المدرسية والكتب المدرسية والقرطاسية، والزي المدرسي وتسديد الرسوم الدراسية للمدارس، ودفع تكاليف المواصلات.

افتتاح مدرسة دار السلام في الصومال

افتتحت قطر الخيرية مدرسة دار السلام الابتدائية في مدينة “جرووي” في الصومال بتمويل من أهل الخير في دولة قطر. حيث تضم المدرسة، التي تبلغ مساحتها 400 متر مربع، عدداً من الفصول الدراسية وغرفا خاصة بإدارة المدرسة، وينتظر أن يستفيد منها 400 طالب.

إطلاق 10 مشاريع في غزة لفائدة آلاف الطلبة الغزاويين

أطلقت قطر الخيرية 10 مشاريع تعليمية في غزة بفلسطين طيلة ثماني سنوات (حتى سنة 2018)، استفاد مها مئات الآلاف من الطلبة في مختلف المراحل، ولمدة ثماني سنوات، بدعم المتبرعين والشركاء، وصلت قيمتها 14.5 مليون ريال قطري.

حملة “حقي أتعلم” لدعم 3000 طالب محتاج

أطلقت في 2018 حملة «حقي أتعلّم» من أجل تلبية احتياجات ومصاريف الدراسة لـ 3000 طالب وطالبة من أطفال الأسر ذات الدخل المحدود، والمحرومين من حقهم في التعليم.

حملة “دراجون من أجل التعليم” لدعم إعادة بناء مدرسة في غزة

أطلقت عام 2016 المرحلة الثانية لمبادرة “درّاجون من أجل التعليم” بالتعاون مع فريق “درّاجي قطر”، بهدف جمع 5,000,000 ريال قطري لإعادة بناء مدرسة للفتيات في غزة تستوعب 1000 طالبة.

دعم 270 ألف طفل بالشراكة مع “التعليم فوق الجميع”

وفي 2015 دعمت الأطفال المحرومين من التعليم الأساسي عبر حملة “علّمني” بالشراكة مع برنامج “علّم طفلا” التابع لمؤسسة “التعليم فوق الجميع”، بهدف التوعية من خطورة حرمان ملايين الأطفال من التعليم عبر العالم نتيجة الفقر والنزاعات والكوارث الطبيعية والتمييز. وقد استهدفت الحملة جمع 110 ملايين ريال قطري لتغطية تكلفة تعليم 270,000 طفل لعام واحد.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق