مهار ديوي أرملة من إندونيسيا عمرها ستون عاما. اجتمع عليها المرض وضيق ذات اليد. كان يتوجب عليها قطع مسافة طويلة من قريتها إلى مستشفى روماه سيهات بالعاصمة جاكرتا مرتين في الأسبوع لإجراء عملية غسيل الكلى. لكن مهار تقول أنها فقدت طعم الحياة وأصبحت الدنيا مظلمة في عينيها. بسبب أنها مطالبة بدفع مايعادل 300 ريال قطري لكل جلسة غسيل كلى. خاصة أنه مبلغ يفوق مقدرتها فضلا عن ضرورة توفير تكاليف حياتها الأخرى. لذلك كانت تذهب للغسيل عندما كان يتوفر لديها هذا المبلغ. مما ضاعف من أوجاعها وتدهور حالتها الصحية والنفسية.. إنها رحلة من الألم والعذاب.
وتمضي مهار في سرد قصتها المؤلمة قائلة: “كانت السنة الأولى من سنوات مرضي الأربع من أصعب سنوات حياتي. لأنني كنت اضطر للذهاب من مقر إقامتي في بوجور إلى مستشفى فتماوتي أو مستشفى تشيفتو. وما يرافق ذلك من معاناة بين عذابات المواصلات والانتظار للدخول إلى غرفة غسيل الكلى والتكلفة المادية الباهظة التي لا طاقة لي بها.
لكن الحال تغير وأشرقت بارقة الأمل من جديد في عيني مهار ديوي. خاصة بعدما تعرفت على فريق مستشفى “دومبيت ضعفاء” في بارونغ بوجور. وقد صنفتها إدارة المستشفى على أنها مريضة من الفقراء وينبغي أن يتكفل المستشفى بتكاليف علاجها.. ومن ذلك الوقت تتلقى مهار ديوي علاجها بمستشفى دومبيت بانتظام ولسانها يلهج بالشكر على هذا الصنيع العظيم الذي غيرّر حياتها كليا..
“دومبيت ضعفاء” خدمات طبية مجانية
لكن قصة مهار ديوي واحدة من مئات قصص المرضى الفقراء الذين يتلقون مساعدات وخدمات طبية مجانية من مستشفى دومبيت الضعفاء التي سارعت قطر الخيرية لبنائه كاملا نظرا لحاجة محافظة بوجور وأوضاع سكانها الاقتصادية والاجتماعية.
وهو أحد المشاريع الصحية 11 التي نفذتها قطر الخيرية منذ عام 2017. وتنتشر هذه المشاريع في ثماني مقاطعات بالبلاد، حيث استفاد من خدماتها عشرات الآلاف.
تقول رئيسة مكتب الصحة في محافظة بوجور الدكتورة تريوايوو هاريني: “نحن سعداء جدا لقيام قطر الخيرية ببناء هذا المستشفى في المنطقة الشمالية من محافظة بوجور الشمالية التي كانت لا تملك مثله”.
كما أعرب الدكتور زكريا مدير مستشفى “دمبيت ضعفاء” عن مدى امتنانه فقال إن اللسان عاجز عن الشكر لهذه الهدية الغالية وهذا العمل النبيل الذي موله متبرعون من أهل الخير بدولة قطر. فلهم منا كل شكر على هذا الصرح الصحي الهام”.
مرافق مستشفى دومبيت ضعفاء
يذكر أن المستشفى تم تشييده في عام 2012. وهو مستشفى متكامل تم تجهيزه بالعديد من المرافق مثل غرف العمليات وغرف الطوارئ والعناية المركزة ومركز التغذية. إضافة الى عدد من الوحدات الأخرى. وقد شرعت قطر الخيرية في توسعة هذه المستشفى الذي يضم 60 سريراً مجانيًا للفقراء والأيتام. ويستفيد من هذا المستشفى بطاقته الكاملة نحو 1100 مريض كل شهر. وتبلغ مساحة المستشفى الكلية نحو 1200 متر مربع بتكلفة أربعة ملايين ريال قطري.
المقال منشور في العدد 23 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة