صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر: رائدة العمل الإنساني في مجال التعليم

2021-03-21

تعد صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، من النساء العربيّات الرائدات اللواتي استطعن تجاوز المسؤوليات الرسمية إلى فضاء الأعمال الإنسانية والتأثير في المجتمعات حول العالم. فقد لعبت سموها دوراً بارزاً في تحسين التعليم على المستوى المحلي والعالمي.

عُرفت صاحبة السمو بشغفها بالتعليم وإيمانها بقدرته على تعزيز الفرص وتحويل المجتمعات. ولهذا السبب تلتزم سموها بضمان أن لكل طفل حق الوصول إلى التعليم النوعي وامكانية الذهاب إلى المدرسة في بيئة آمنة.

وكرّست جهودها واهتماماتها في مجالات عدة تنوعت ما بين التعليم والتنمية البشرية والإنسانية وقضايا الأسرة والتقارب بين الشعوب. ولدعم أدوارها في الأمم المتحدة والتزامها الحق العام في التعليم، وضعت الشيخة موزا عدداً من المبادرات الدولية التي تحمي وتعزز فرص الحصول على التعليم.

المولد والنشأة

ولدت الشيخة موزا بنت ناصر المسند بالعاصمة القطرية الدوحة.

الدراسة

تلقت تعليمها في قطر وحصلت على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة قطر عام 1986.

الوظائف والمسؤوليات

تولّت صاحبة السمو الشيخة موزا مناصب عديدة، منها رئاسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي تأسست عام 1995 وعُرِفت بمشروع المدينة التعليميّة، ونائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم 2006-2012، ونائب رئيس المجلس الأعلى للصحّة 2009-2014، وهي ترأس حالياً مجلس إدارة مركز سدرة للطب، ومناصب أخرى كثيرة داخل دولة قطر

كما تقوم سموها بدور فعال ونشط في منظمة الأمم المتحدة لدعم التعليم على الصعيد العالمي. ففي 2016 عُينت سموها عضوا ضمن مجموعة الأمم المتحدة المدافعة عن أهداف التنمية المستدامة. إلى جانب عضويتها السابقة في مجموعة الأمم المتحدة الاستشارية حول الأهداف الإنمائية للألفية التي تولي اهتماماً خاصاً للهدف الثاني الخاص بتعميم التعليم الأساسي.

وقد عملت صاحبة السمو كذلك كمبعوث خاص للتعليم الأساسي والعالي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وأطلقت عدة مشاريع في مقدمتها الصندوق الدولي للتعليم العالي في العراق. وفي 2012 عُينت سموها عضواً باللجنة التوجيهية لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة التعليم أولاً. وهي مبادرة تسعى لإلحاق الأطفال بالمدارس وتحسين نوعية التعليم.


عملت صاحبة السمو كذلك كمبعوث خاص للتعليم الأساسي والعالي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر والسيد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

إطلاق مؤسسة “التعليم فوق الجميع”

كما أنشأت مؤسسة “التعليم فوق الجميع” عام 2012، لتوفير التعليم وفرص حياةٍ جديدةٍ للأطفال والشباب في مناطق النزاعات والمهمّشين عن طريق برامجها المختلفة كبرنامج “علِّم طفلًا” وبرنامج “حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن” وبرنامج “الفاخورة”. وبرنامج ” أيادي الخير نحو آسيا”.

وتعمل المؤسسة على ضمان استفادة جميع الأطفال في العالم النامي من حقّهم في التعليم. خاصّةً أولئك غير المُلتحقين بالمدارس والبالغ عددهم حاليا 59 مليون طفلٍ. وتُعالِج المؤسسة قضايا التعليم بالتزامٍ خاصٍ تجاه أكثر الفئات حرمانًا في العالم من خلال بناء القدرات وتعبئة الموارد وإقامة التحالفات والشراكات المُتعددة القطاعات.

وقد أعلنت صاحبة السمو في عام 2018 ، أن برنامج “علم طفلاً” التابع للمؤسسة، نجح في بلوغ هدفه وإعادة إلحاق 10 ملايين طفل بالمدارس في العالم.

كما أطلقت مؤسسة “صلتك” لتوسيع الفُرَص الاقتصاديّة أمام الشباب من خلال المُبادرات والبرامج الرامية إلى تعزيز فرص التوظيف وريادة المشاريع في أكثر من 17 بلداً، منها الجزائر، جزر القمر، مصر، العراق، الأردن، لبنان، المغرب، عمان، فلسطين، قطر، المملكة العربية السعودية، الصومال، السودان، سوريا، تونس واليمن.



الجوائز والأوسمة

حصلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على تكريم وتقدير من هيئات دوليّة ومؤسسات علميّة عريقة كأكاديمية الفنون الجميلة التابعة لمعهد فرنسا عام 2009.

وحازت على ميدالية كارينجي للعمل الخيريّ، وجائزة المعهد الملكيّ للشؤون الدوليّة عام 2007، وجائزة جورج بوش للتميّز في الخدمة العامّة سنة 2013.

كما نالت عددًا من شهادات الدكتوراه الفخريّة من جامعاتٍ عالميّةٍ مرموقةٍ، كجامعة فيرجينيا كومنولث، وجامعة تكساس أي أند أم، وجامعة كارنيجي ميلون، وإمبريال لندن كوليدج، وجامعة جورجتاون، تقديرا لجهودها في مجالات التعليم والتنميّة البشريّة، والبحث العلميّ والتقريب بين الثقافات، والتنميّة الإنسانيّة المُستدامة.

أدرج اسم الشيخة موزا ضمن أهم وأقوى 100 امرأة في العالم حسب مجلة فوربس الأميركية لما عُرِف عنها باضطلاعها بمسؤوليات حول العالم في مجالات تطوير المجتمعات والتعليم والعلوم والصحّة والثقافة والفكر وغيره.

المقال منشور في العدد 24 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق