أزمة دارفور : أربع تحديات تعيق عودة الحياة الكريمة

2019-03-05

كانت امتثال محمود في سن عشر سنوات، عندما وقع أفراد قبيلتها ضحايا عنف سنة 2003. تقول امتثال أنها سمعت والديها يتحدثان عن أزمة دارفور في السودان . ورغم أنها لم تفهم جيداً سبب قلقهما، إلا أنها أدركت لا حقاً معنى أن تهجر أرضك هرباً من موت بات وشيكاً، مثل مئات الآلاف من سكان دارفور ممن لا يزالون يعانون في صمت داخل مخيمات النزوح من نساء وأطفال هم في حاجة ماسة إلى كل ما يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية من غذاء ورعاية صحية وتعليم.

لقد توقفت أحداث العنف في دارفور بالسودان سنة 2016، واضعة معها حداً لعقود من الصراع الأليم الذي خلف ملايين الضحايا والمشردين داخل وخارج السودان، ليعود ضوء الأمل ويشع من جديد باستتباب السلم الأمن في دارفور.

لكن تراجع هذا الجزء من غرب السودان كذلك في سلم الاهتمام الإعلامي والشعبي حول العالم، مع أن الأزمة الإنسانية لا زالت مستمرة، يمكن إجمالها في أربعة تحديات، تتطلب حلاً شاملاً يضمن تنمية دارفور و مستقبلٍ أفضل لأهلنا هناك.

1-  التصحر وشح المياه

تعيش في إقليم دارفور أكثر من 100 قبيلة، أشهرها قبيلة “الفور” التي سُمي الإقليم باسمها. واتسمت العلاقة فيما بينها بالتعايش والتجانس في الغالب لعقود طويلة. لكن موجة التصحر وشح المياه، خاصة في شمال دارفور، أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، خاصة القبائل الرعوية التي اضطرت إلى الدخول في صراعات مع قبائل أخرى أثناء بحثها عن أراضٍ جديدة لرعي ماشيتها بعد نفقت أعدد كبيرة منها.

2-  انعدام الخدمات: أكبر عائق لعودة النازحين في دارفور

بالرغم من حالات العودة الطوعية بين النازحين في دارفور، إلا من أكبر العوائق التي تمنع هؤلاء من العودة هو النقص الفادح في الخدمات وفي سبل العيش في المناطق التي يعود إليها النازحون كعدم توفر مياه الشرب النقية بسبب تعطل أنظمة المياه وتدهور الصحة العامة ـ إذ قدرت الأمم المتحدة بداية عام 2018 أن نحو 2.1 مليون مشرد في حاجة إلى المساعدة العاجلة، منهم 1.6 مليون شخص يعيشون في داخل المخيمات.

3-  الفقر والأمية: متلازمة المعاناة في أزمة دارفور

تشير تقارير إلى أن فقر أهالي دارفور مرتبط بانتشار الأمية وليس بنقص الموارد، حيث أن ولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور تعرف معدلات الفقر فيها نسباً مرتفعة على الرغم من توفرها على موارد اقتصادية ضخمة.  حيث وصل معدل الفقر بين سكان ولاية شمال دارفور إلى 69%.

كما أدت ازمة دارفور الى نقص المدارس بسبب النزوح وعدم الاستقرار أدى إلى تفشي الأمية وسط الأطفال، التي وصلت إلى 40 %، الأمر الذي ترك الكثير منهم عرضة للآفات، مثلما حدث في فترات النزاع، أين اضطر الكثير من الأطفال النازحين إلى الانضمام إلى الجماعات المتصارعة لحماية أسرهم الضعيفة.

4-  انعدام الصحة وسوء التغذية: الخطر المحدق بأطفال دارفور

من بين الأمراض التي تنتشر بكثرة وسط الأطفال هناك الهزال الحاد الذي يصيب الأطفال دون الخامسة في جنوب دارفور وشماله، بينما يبلغ عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج لسوء التغذية الحاد قرابة 50 ألف طفل.

ناهيك عن ضعف خدمات المياه، والصرف الصحي، حيث أن قرابة 3.2 ملايين شخص في إقليم دارفور لا يستطيعون الحصول على الماء الصالح للشرب، و7.4 ملايين شخص لا تتوفر لديهم مراحيض محسنة.

كما أن 40% من أهالي بدارفور لا يحظون بخدمات الرعاية الصحية الأولية، ناهيك عن النقص الحاد في الكوادر الطبية بما يعادل 6 كوادر صحية لكل 10 آلاف نسمة.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.