فعل الخير وأثره على حياة الإنسان والمجتمع

2018-10-15

إن من أسمى الغايات وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير لمساعدة المحتاجين ويسارع إليه. فبهذا تسمو إنسانيته ويرتقي سلوكه. هو سر من أسرار السعادة ، يتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين. لذلك، فقد حثَّ ديننا الحنيف الإنسان على عمل الخير مع جميع الناس بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم.



فعل الخير سرٌ من أسرار السعادة

العطاء دون مقابل بأشكاله العديدة، سواءً من خلال ابتسامةٍ أو مساعدةٍ بسيطة أو مدّ يد العون لمن يحتاج هو سلوكٌ أقرب إلى النفس البشرية. لأنه يغمر نفس الفاعل بالسعادة والرضا بنفس القدر الذي يسرّ متلقي هذا الفعل. فمبادرة الإنسان بالمعروف ورقيّ خلقه ونفعِه الآخرين يمكن أن تكون سبباً لسلامته النفسية والبدنية. بل يمكن أن تستدعي البَركة في عمره.

أفعال الخير لا تخلق في نفوسنا وفي نفوس الآخرين إحساساً بالسعادة فحسب، بل إن دراساتٍ علمية أثبتت أثره على المنظومة العصبية التي تتحرك بموجبها آلياتُ الدماغ. فحين نتيحُ لأنفسِنا تقديم مساعدة للآخرين فإننا نفتحُ – في الحقيقة – سبلاً عصبية تنعش مشاعر الرضا في نفوسنا، فيتدفق هرمون “الأندورفين” ليرفع من أداء الناقلات العصبية التي يحتاجها التفكير الذكي.

فرصة للتغيير نحو الأفضل

يمكن أن يبادر من دعته نفسه لفعل الخير وعقد العزم على المساهمة في مساعدة محتاجٍ أو معوز أو ذي كربة، أن يحسن التوكل على الله بدايةً ثم يسعى في أوجه الخير المتعددة، كالمساهمة في بناء مسجد في منطقة نائية، أو حفر بئرٍ في قريةٍ أصابها الجفاف، أو كفالة يتيمٍ فقد والده في سن مبكرة ولا يجد من يعينه على تكاليف الحياة وتحدياتها.

وعندما تنزع النفس إلى عمل الخير ومساعدة الغير ممن يحتاجون إلى الوقوف بجانبهم – وهم كثرٌ في وقتنا الحالي – فمن الطبيعي أن يسعى الفرد إلى القيام بمبادرة خيرية تحقق له ما أراد وتترجم إحساسه بآلام وآمال إخوته في الإنسانية إلى واقع ملموس وتجربةٍ ثريةٍ تعكسُ قدرةَ الإنسان على إحداث تغييرٍ إيجابيٍّ في المجتمع الذي ينتمي إليه، إذا ما توافرت لديه النية الصادقة والعزم على مساعدة الغير والأخذ بقوله تعالى “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.

عمل الخير … عدوى حميدة وسلوكٌ يمكن اكتسابه

إن لعمل الخير سراً من أسرار السعادة وأثراً معدياً يصل إلى الآخرين فيلهمهم إلى الاقتداء به. لأنّ رؤية أحد الناس مِقدامًا على فعل الخير، ينمّي لدى الآخرين – في الغالب – مشاعر تدفعهم إلى إتيان أفعال خيّرة. وهكذا فإن فعلنا للخير يمكن أن يجعل من العالم مكاناً أفضل وأكثر ملاءمةً للعيش فيه.

خلاصة القول، عمل الخير سعادةٌ لا يضاهيها شيء، يعود بنفعه على فاعله ويتجاوز ذلك إلى متلقّيه. وهو عادةٌ يمكن تطويرها في أيّ مكانٍ وزمان. ومهما كلّف هذا العمل من جهدٍ وطاقة ومال، فإن التكلفة تُعدّ شيئاً زهيداً لا يُذكر ولا يُقارن مع حجم السعادة والرضا والراحة النفسية التي يشعر بها أثناء أدائه، شعورٌ قد يدومُ لأشهرٍ، إن لم نقل لسنوات.


الإعلامية ليندة لرول (رحمها الله) 

ملاحظة: يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك تعليقك