فضل العشر الأوائل من ذي الحجة كبير وثوابها عظيم. فقد خصّها الله لتكون مواسم للخيرات، وأوقات قربات. والذكي هو من تعرّض لها ونال من خيرها، لقوله عليه الصلاة والسلام: ” افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ” (رواه الطبراني بسند حسن وحسنه الألباني). ومن هذه الأيام أيام العشر الأول من ذي الحجة التي وجعل الله سبحانه وتعالى ثواب العمل فيها ليس كغيرها من الأيام، وخصها بفريضة الحج التي لا تصحّ في غيرها.
في مقال ” فضل العشر من ذي الحجة ” تعرف على:
ومن العلماء من قال بأنها أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان. قال ابن حجر في الفتح: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره”.
وفي مقالنا هذا سنعرض 4 فضائل نالت بسببها عشر ذي الحجة كل ذلك التكريم والتعظيم:
1* اشتمالها على الحج
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله. قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قال: ثم ماذا؟ قال حج مبرور] (متفق عليه).
2* يوم الحج الأكبر
الذي هو خير أيام الدنيا على الإطلاق وهو أعظم الأيام حرمة عند الله تعالى.. فقد روى الترمذي والنسائي والبيهقي عن عمرو بن الأحوص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر: [أيها الناس أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ قالوا: يوم الحج الأكبر. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا…] الحديث.
قال ابن القيم رحمه الله: “خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر” كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: [إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر].” ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وأكثر الناس يغفل عن فضيلة هذا اليوم فينتبه.
3* يوم عرفة
وهو اليوم الذي يباهي الله بأهل عرفة ملائكته، فيغفر لعباده ويبسط له يد المغفرة والرحمة. فقد جافي الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن عمر: “إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي”. (حسنه الألباني)
4* فضل العشر من ذي الحجة … أقسم الله بها في كتابه
والله لا يقسم إلا بعظيم. قال تعالى: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1، 2]. قال ابن كثير أن المقصود بالليالي العشر هي عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري.
وفي قوله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) قال ابن عباس: أن الأيام المعلومات هي أيام العشر
5* أيام التشريق
وهي أيام منى الثلاثة بعد يوم النحر، وفيها رمي الجمرات، كما أنها أيام أكل وشرب وذكر والتزام أمر الله.
ويتأكد في هذه الأيام التكبير المقيد دبر الصلوات المكتوبة، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم .
وقد كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً.
جهاد هجرس
جزاكم الله خيراً