أيتام جعلهم الطموح يتحدّون واقعهم للتفوق في الدراسة

2020-07-02

لا شك أن اليُتم ابتلاء عظيم من الله، يحلّ على الإنسان عندما يفقد أحد دعائم أسرته، وهو والده الذي يرعى شؤونه. فتنقلب حياته معاناة وهو لا يزال في سن مبكرة. لكن من رحمة الله بعباده أن جعل من كفالة اليتيم باباً للفرج والتعويض عن بعض ما فاته. فيخوض في دروب الحياة ويسمو أمله وطموحه. بل قد تتحول حياته إلى إحدى قصص نجاح الأيتام الملهمة التي تتداولها الصفحات والألسن. لكن هذا اليتيم في كل مرة يعيد الفضل – بعد الله تعالى – إلى أهل الفضل ويقول: “أشكر من كفلني ودعمني”. 



كالجسد الواحد

حملة الشتاء .. لأجل فلسطين

إيثارك اليوم.. أمان وحماية ليتيم

كفالة الأيتام عمل صالح يقربنا إلى الله ويهب مظلة أمان ورحمة للأيتام


أثر الكفالة على حياة الأيتام

كل ما يحتاجه اليتيم هو مجرد خطوة إيجابية يقدم عليها فاعل خير. فيقرر أن يكفل هذا اليتيم، فقط ليضمن له المصاريف الضرورية الأكل والملبس والدراسة.

وقد يكون هذا الشخص الطيب (الذي قد لا يلتقي به اليتيم أبداً) لا يلقي بالاً للأثر البالغ الذي يحدثه في كل لحظة من حياة اليتيم. فيصير عمله كبذرة طيبة زرعها لتمضي السنوات الطوال حتى يرى أثرها وثمارها.

هكذا هو اليتيم المكفول، هو بذرة العمل الطيب. فكم من كافل يتفاجأ عندما يلتقي بعد زمن طويل بمكفول الأمس وقد صار طبيباً أو باحثاً أو صاحب شركة، بعد أن كان طفلاً صغيراً يرى على ملامحه البراءة والخجل.


سميّة كسبووتش: طموح لدراسة الدكتوراه وخدمة وطنها رغم اليتم
سميّة كسبووتش: طموح لدراسة الدكتوراه وخدمة وطنها رغم اليتم

1* سميّة كسبووتش : طموح الدكتوراه لخدمة وطنها

من قصص نجاح الأيتام هناك قصة سمية التي ُصدمت بفقد الأب وبمعاناة وطن جريح بسبب الصراع المسلح الذي شهدها بلدها البوسنة والهرسك في منتصف تسعينات القرن الماضي.

وقد عاشت فترة من صغرها في جو من الخوف واليأس مع أسرتها بسبب الأحداث التي عاشتها آنذاك دولة البوسنة والهرسك. لكن عناية الله حفظتها مع إخوتها عندما كفلها أهل الخير من قطر. فساعدها أحد المحسنين على تخطي صعوبات المعيشة ومواصلة الدراسة، وأثّرت في تقدمها ونجاحها.

ولقد تعلمت سمية من مدرسة اليتم الصبر والكفاح والمثابرة. لترسم بها بعد سنين قصة طموح مذهلة، والثقة القوية بالله أولا وبنفسها ثانيا. وهو ما أسهم في مجمله في تحقيق أحلامها التي خططت لها. تقول سمية: “كل طموحاتي تحقّقت بفضل الله، كنت أستمد القوة منه سبحانه وتعالى، فأجد أنّ الأمنيات التي كنت أسعى لها لا تتأخّر عني”.

وبالفعل، فقد تخرّجت سمية من المدرسة الأساسية بامتياز في عام 2005، ثم تخرّجت من الثانوية بامتياز أيضا عام.

وتشاء عناية الله أن تواصل مشوارها العلمي في قطر البلد الذي أحبّته بجامعة حمد بن خليفة بقطر. لتتكلل مسيرتها بالحصول على الماجستير في الدراسات الإسلامية.


د. عتيد: من اليتم واللجوء إلى شهرة التدريب العالمي
د. عتيد: من اليتم واللجوء إلى شهرة التدريب العالمي

2* الدكتور حياة الله عتيد : الطموح ووضوح الرؤية ينقلان الطفل اليتيم واللاجئ إلى قاعات التدريب العالمية

قد يهب الله عبده القدرة على تجاوز الصعاب التي مرّ بها في صغره، فيحوّلها إلى مجرد عثرة سرعان ما يتجاوزها، إذا ما امتلك الصبر ووضوح الرؤية لما ينوي القيام به والطموح لتغيير واقعه. بل وواقع أمته أيضاً.

هذا ملخص قصة الدكتور حياة الله عتيد من أفغانستان. وقد جاءت نقطة التحوّل بعد أن حظي بكفالة من أحد المحسنين.

يقول الدكتور عتيد عن تلك الفترة: “لا أنسى ذلك اليوم، وقد تمّ تسجيلي في مدرسة سعد بن معاذ للأيتام في بيشاور، حيث درّسني معلمو قطر الخيرية. كنت طالبا متفوقا في المدرسة. كما كنت أقوم بترجمة ما يحتاجه ممثل قطر الخيرية إلى اللغة لإنجليزية، وأنا في الصف الخامس الابتدائي” . كان للكفالة دور كبير على حياته المستقبلية وتميّزه أكاديميا ومهنيا، وقد تحدث عن ذلك بكثير من الامتنان قائلا:” لقد كان لقطر الخيرية دور محوري في انتشالي من مرارة اليتم إلى هذا النجاح الذي حققته بفضل الله.”.

لتتفتح بعدها شهية الشاب إلى النجاح، إلى أن حصل على الماجستير في الأدب العربي بتقدير ممتاز، والدكتوراه في التنمية البشرية بتقدير ممتاز أيضا. وأسس لنفسه سمعة دولية كمدرب ومستشار.

وبروي الدكتور قصة مؤثرة حدث له أثناء إحدى زياراته لقطر، حيث التقى بالشيخ عبد الله الدباغ، أحد مؤسسي قطر الخيرية وأحد رواد العمل الخيري في قطر.

وقد حاول الدكتور عتيد أن يذكّر الشيخ الدباغ بنفسه، لكن الشيخ لم يتذكره نظرا لطول الأمد، فعمد الدكتور إلى تذكيره بأنشودة أنشدها له عندما كان طالبا بالمدرسة في بيشاور، فما كان من الشيخ إلا احتضنه متأثِّرا وبكى.


قصة نجاح يتيم: كيف تحقق حلم "رابية" بدراسة الطب رغم كارثة الزلزال وفقد المعيل؟!
كيف تحقق حلم “رابية” بدراسة الطب رغم كارثة الزلزال وفقد المعيل؟!

3* رابية قاضي : عندما يكون الأمل أفضل دواء لتجاوز تحديات الحياة

كادت أن تفقد الأمل بتحقيق حلم الصغر بأن تصير طبيبة تساعد الفقراء. فقد حلت كارثة الزلزال الذي ضرب منطقتها في إقليم كاشمير في باكستان، وأدى إلى فقد والدها.

لكن الأمل عاد ليجد طريقه إلى قلب الفتاة رابية بفضل الكفالة الشهرية التي استفادة منها ضمن مبادرة رفقاء وتلتحق رابية بالمدرسة الثانوية، وتصير قصتها من أجمل قصص نجاح الأيتام. حيث تمكنت رابية من إنهائها بنتيجة ممتازة، لتضع أولى خطواتها نحو حلمها المستقبلي. بدارسة الطب.

وفعلاً التحقت رابية ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة في كلية الطب في كشمير، لتواصل تعليمها بثقة واقتدار.


عبد الفتاح من كينيا: من معاناة اليُتم إلى خدمة الأيتام واللاجئين
عبد الفتاح من كينيا: من معاناة اليُتم إلى خدمة الأيتام واللاجئين

4* عبد الفتاح : من الحرمان المبكر من حنان الوالدين إلى طموح التفوق في الدرجات العلمية

بدأت حياة اليتم للطفل عبد الفتاح من كينيا في الخامسة من عمره، بعد أنّ تُوفّي والده. ثم تلا ذلك وفاة أمّه وهو في السنة الثانية من دراسته. وقد أثّرت هذه الأحداث في الطفل اليافع عندما حرم من الحنان مبكرا.

لكن جاءته الفرصة للاستفادة من كفالة أحد المحسنين، التي يقول عنها أنها أثرت في حياته كثيرا لما وفرته من رعاية شاملة تعليمية وصحية وسلوكية خفّفت عنه فقد الأبوين ودفء الأسرة.

وقد واصل الشاب الطموح تعليمه إلى أن التحق بجامعة “موي إلدوريت” وحصل منها على دبلوم في الصحة العامة. وفي عام 2014 دخل جامعة “مانتيكينيا”، مواصلاً دراسته في كلية الطب والصحة العامة لينال منها درجة البكالوريوس ثم الماجستير في مجال الصحة العامة، متخصصا في علم الأوبئة والسيطرة على الأمراض.

وبعد تخرجه من الجامعة انخرط في حملات التوعية حول الصحة العامة في بلده كينيا.

يقول عبد الفتاح: “تعلمتُ أنّ الحياة مليئة بالصعوبات. فمن الضروري الوقوف مع الذات من أجل اكتشاف القوة الداخلية التي خلقها الله فينا، والتي إن أحسنّا توظيفها تجعلنا قادرين على تحمّل المشاقّ وتحويلها إلى فرص. ولأنني عشت في مركز الأيتام مع مجموعة من الأطفال من أعراق مختلفة وثقافات وتقاليد متعددة.”

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق