قطر الخيرية تؤكد أهمية التنسيق الفعّال في

قطر الخيرية تؤكد أهمية التنسيق الفعّال في الاستجابة الإنسانية

13/04/2025

نظّمت قطر الخيرية جلسة نقاشية بعنوان "التعاون الإنساني: التكامل مقابل التنافس على أرض الواقع"، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر القيادة الإنسانية بعنوان "القيادة التغييرية في زمن الأزمات المتعددة"، الذي نظمه مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالتعاون مع مركز القيادة الإنسانية بجامعة ديكن الأسترالية، خلال يومي 8 و9 أبريل الجاري.

وقد جمعت الجلسة النقاشية، التي أدارتها السيدة فجر عبد الرزاق آل عبد الغني، أخصائي أول علاقات خارجية بقطر الخيرية، نخبة من الخبراء في العمل الإنساني، إلى جانب ممثلين بارزين عن المنظمات الدولية المؤثرة، ووكالات الأمم المتحدة، وأبرز المنظمات الإنسانية غير الحكومية، بهدف مناقشة التحديات والفرص المتعلقة بتنسيق الجهود الإنسانية.

التطبيق الميداني

وسلّطت الجلسة الضوء على الفجوة بين النظريات الإنسانية والتطبيق الميداني، مؤكدة أهمية التنسيق مع الحكومات والمجتمعات المحلية لضمان استجابة أكثر فاعلية. واعتُبر التنسيق أداة استراتيجية للوقاية من الأزمات، لا مجرد وسيلة للتعامل معها بعد وقوعها. وشدّد المتحدثون على ضرورة تحقيق توازن فعّال بين الجهات الشريكة التنفيذية والتشغيلية، من خلال أدوار تكاملية وتنافسية مدروسة. كما جرى التأكيد على أهمية تبادل البيانات، لاسيما في السياقات المفككة مثل غزة، باعتباره عنصراً محورياً لتعزيز فاعلية التدخلات. ودعت الجلسة إلى تعزيز توطين العمل الإنساني وتمكين المنظمات المحلية في دول الجنوب، مع اقتراح حلول إقليمية متعددة السنوات لتجاوز العقبات القانونية والإجرائية التي تعيق الاستجابة الإنسانية.

وفي كلمة ترحيبية له، نوه السيد مانع محمد الأنصاري، مدير إدارة العلاقات الخارجية في قطر الخيرية، باتساع نطاق الأزمات العالمية، سواءً بسبب النزاعات أو الكوارث الطبيعية أو غيرها من حالات الطوارئ، قائلاً: "في هذه الأوقات، يعد التنسيق الفعّال بين الجهات الإنسانية أمرًا ضروريًا وليس مجرد أمر مفيد. فالعمل المنسق جيدًا يضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا في الوقت المناسب وبطريقة فعّالة ومؤثرة". كما أعرب عن امتنانه لمنظمي المؤتمر والمتحدثين على مشاركتهم القيّمة في الجلسة النقاشية.

الثقة والتعاون

ومن جهتها قالت السيدة عائشة عبد الرزاق الكواري، مدير إدارة العمليات الإنسانية بقطر الخيرية، إلى أهمية التنسيق الفعّال في العمل الإنساني، منوهة بالدروس المستفادة من تجربة غزة. وقالت: "خلال وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يومًا، شاهدنا كيف يمكن للثقة والتعاون أن يساهما في نجاح إيصال المساعدات. الأمر لم يتوقف على اتفاقيات قانونية أو تمويل، بل كان يتعلق بضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. عندما يتوحد هدف الجميع في خدمة المتضررين، يصل التنسيق إلى ذروته وتصبح الكفاءة أساس النجاح في الاستجابة للأزمات."

الأدوار المناسبة

وبدوره أكّد السيد أحمد محسن، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دولة قطر، أن التنسيق الإنساني يتطلب أكثر من مجرد أطر نظرية—بل يستدعي استجابات استباقية ومرنة على الأرض. وقال: "في كثير من الأحيان، تنفجر الأزمات وتتفاقم مما يعقد سبل الاستجابة، في حين أن التنسيق الفعال والسريع بين الأطراف المعنية كان من الممكن أن يؤدي إلى تفاديها من الأساس أو على الأقل التقليل من آثارها." وأشار إلى ضرورة وضع الأشخاص المناسبين ذوي المهارات المناسبة في الأدوار المناسبة لضمان استجابة إنسانية فعّالة.

ومن جانبها، تطرقت السيدة ماريا حاتم، مسؤولة الشراكات والعمل الخيري بمكتب المفوضية بالدوحة، إلى أهمية التعاون القائم على المساواة والشفافية وتحقيق النتائج. وقالت: "في المفوضية، نعمل مع مختلف الجهات الفاعلة في حالات اللاجئين والنازحين داخليًا، لضمان اتباع نهج موحد. قطر الخيرية شريك استراتيجي لأكثر من عقد من الزمان، ومعًا نكمل خبرات بعضنا البعض لتقديم استجابات ميدانية فعّالة. ويبقى تركيزنا منصبًا على نهج 'عدم الإضرار'، مع إعطاء الأولوية دائمًا لاحتياجات الأشخاص الذين نخدمهم."

Subscribe Now

اشترك ليصلك الجديد من أخبار قطر الخيرية