في إطار التزامها المتواصل بتوفير المياه النظيفة للمجتمعات الأشد حاجة، وبدعم من أهل الخير في قطر، تمكنت قطر الخيرية، عبر مكتبها في باكستان، من تركيب 80 مضخة يدوية في المناطق النائية بإقليم خيبر بختونخوا، مما ساهم في توفير مياه شرب نقية لأكثر من 10,000 مستفيدًا.

وقد شمل المشروع تركيب 40 مضخة في منطقة "تشارسده"، و40 مضخة أخرى في منطقة "مردان"، بهدف تلبية الاحتياجات العاجلة للمياه لدى المجتمعات الضعيفة، والحد من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وتسهيل وصول السكان إلى مصادر المياه داخل مناطقهم.

وجاء تركيب المضخات اليدوية في منطقتي "تشارسده" و"مردان" استجابةً للنقص الحاد في مشاريع إمداد المياه بهما، وهو ما زاد من معاناة السكان، خاصة في القرى النائية التي تعجز فيها معظم الأسر عن تحمل كلفة المضخات العميقة. ويلجأ السكان إلى مضخات سطحية منخفضة التكلفة، لكنها غالبًا ما تفشل في توفير مياه شرب نقية، مما يعرض المجتمعات لمخاطر صحية خطيرة ناتجة عن تلوث المياه.

وعبّر المستفيدون من مشروع تركيب المضخات اليدوية عن سعادتهم الكبيرة بهذه المبادرة الإنسانية التي أسهمت في تحسين ظروفهم المعيشية، من خلال توفير مصدر دائم وآمن لمياه الشرب، ما خفف عنهم مشقة البحث اليومي عن المياه، وقلّل من معاناة النساء والأطفال.

وفي هذا السياق، قالت السيدة لبنى غُل، وهي أرملة تقيم مع أطفالها في قرية نائية بمنطقة تشارسده: "كنا نعتمد على مياه مالحة سببت لأطفالي أمراضًا متكررة. لم أكن أستطيع تحمل تكاليف العلاج، لكن بعد تركيب المضخة تغير كل شيء، والحمد لله أطفالي بصحة جيدة".

أما السيدة حسينة خان من منطقة مردان، فأشارت إلى أن أطفالها كانوا يضطرون لترك المدرسة لجلب المياه من مسافة بعيدة، مضيفة: "الآن أصبحت المياه قريبة من منزلنا، وأطفالي يذهبون إلى المدرسة، وبدأت أتعلم الخياطة لتحسين دخل الأسرة".

جدير بالذكر أنه في عام 2024، قامت قطر الخيرية بتركيب أكثر من 1,100 مضخة يدوية في مختلف أقاليم باكستان، مما وفّر مياه شرب نظيفة وآمنة لقرابة 55 ألف شخص، من بينها 250 مضخة في إقليم خيبر بختونخوا استفاد منها أكثر من27 ألف شخص.