
الكواري:
ان التنسيق والتعاون بين الأطراف الإنسانية الفاعلة مطلبا مهما من أجل تقديم الخدمات والبرامج الإنسانية والتنموية في دول الساحل
السيد توبي لانزر:
- لا يمكن التصدي للدوافع المتعددة للاحتياجات الحادة في منطقة الساحل إلا من خلال نهج متماسك ينبني على أسس المزايا النسبية للأمن والتنمية والعمل الانساني.
في اطار تنسيق الجهود بين المنظمات الانسانية القطرية و مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، تم عقد اجتماع طاولة مستديرة حول العمل الإنساني في دول الساحل الإفريقي بمدينة الدوحة، وذلك من أجل التعرف على عمل الفاعلين ومناقشة سبل التعاون في مجال العمل الانساني وبناء الشراكات في بلدان الساحل لتصاعد الاحتياجات الانسانية لتلك الدول.
حضر اجتماع الطاولة المستديرة السيد توبي لانزر المساعد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون دول الساحل، وممثلون عن الجمعيات والمؤسسات الإنسانية القطرية، والتي شملت كل من: الهلال الأحمر القطري، قطر الخيرية، مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية(راف)، الفيصل بلا حدود، مؤسسة الاصمخ للاعمال الخيرية "عفيف"، التعليم فوق الجميع، صلتك، وقد استعرضت جميع المؤسسات القطرية العاملة في الحقل الانساني من خلال عروض تقديمية جهودها الخيرية في دول الساحل.
و في بداية اللقاء توجه السيد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية بالشكر والتقدير لجميع من استجاب وشارك وحضر هذا الاجتماع الذي تناول منطقة مهمة في إفريقيا، ألا وهي دول الساحل التي تضم مجموعة من الدول التي تعمل فيها المنظمات الخيرية القطرية.
وأشار بأن قطر الخيرية تولي هذه المنطقة أهمية كبيرة في أعمالها وأنشطتها وبرامجها الإنسانية، وكدليل على هذا الاهتمام والحرص، نوه بأن لقطر الخيرية 5 مكاتب رئيسية في عدد من هذه الدول، وهي: تشاد، النيجر، مالي، بوركينا فاسو وموريتانيا، موضحا بأن قطر الخيرية تعمل كذلك من خلال شركائها الدوليين والمحليين في جميع دول الساحل الإحدى عشر.
وأضاف بأن قطر الخيرية قد نفذت خلال السنوات الثلاث الاخيرة في هذه الدول أكثر من 6000 مشروع بقيمة إجمالية بلغت بحدود 148 مليون ريال قطري شملت أغلب القطاعات، ولازالت تنفذ العديد من المشاريع في العديد من القطاعات؛ كالتعليم والصحة والمياه والإصحاح والأمن الغذائي وسبل العيش والتمكين الاقتصادي وغيرها من المجالات المختلفة.
وشدد الكواري على أن التنسيق والتعاون بين الأطراف الإنسانية الفاعلة مطلبا مهما ينبغي علينا جميعا الحرص عليه، وعليه فإن قطر الخيرية إنطلاقا من رسالتها والمبادئ الإنسانية التي تؤمن بها لتؤكد على استعدادها للتعاون والتنسيق مع جميع المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية الإنسانية من أجل تقديم الخدمات والبرامج الإنسانية والتنموية في دول الساحل.
أزمات متجددة
ومن جانبه صرح السيد توبي لانزر المساعد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون دول الساحل بأن تصاعد الاحتياجات الانسانية هو نتيجة أعراض ازمة ثلاثية الابعاد، وهي عدم الاستقرار وانعدام الامن وتغيير المناخ التي ابتليت بها منطقة الساحل، مشيرا إلى أنه لا يمكن التصدي للدوافع المتعددة للاحتياجات الحادة في منطقة الساحل إلا من خلال نهج متماسك ينبني على أسس المزايا النسبية للأمن والتنمية والعمل الانساني.
ونوه، بأنه وبالنظر إلى حجم الاحتياجات والتحديات، يجب أن يتسم عمل المتدخلين بشعور متجدد بالحاجة الملحة، مؤكدا بأن دور الأمم المتحدة لشؤون دول الساحل مستعدة للعمل بشكل بناء وتعاوني مع الدول والمنظمات المشاركة في برامج التنمية وتحقيق الاستقرار والتي بدونها ستظل المساعدات الانسانية مطلوبة إلى أجل غير مسمى.
وأعرب المساعد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون دول الساحل في نهاية تصريحه اعن شكره وتقديره للمنظمات الانسانية القطرية على ابداء حسن نيتها للتعاون والتنسيق، آملا أن يكلل الاجتماع بالنجاح والتوفيق وأن تكون النتائج بالمستوى المطلوب وأن تنعكس بصورة إيجابية على شعوب منطقة الساحل الافريقي.
وتناولت أجندة الطاولة المستديرة تبادل المعلومات حول عمل المنظمات الانسانية القطرية في منطقة الساحل والمشاريع الحالية ومجالات تركيزها، كما تطرق الاجتماع إلى فرص التعاون وتبادل الشراكات مع مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لمنطقة دول السحل(OCHA)، كما تم التعرف على أهم التحديات التي تواجه الفاعلين في العمل الانساني في منطقة الساحل، و تعزيز آليات التنسيق وتبادل المعلومات مع منظمات الامم المتحدة .
دول الساحل الافريقي
تجدر الاشارة إلى أن دول الساحل الافريقي تتكون من تسعة دول هي: تشاد، النيجر، نيجيريا، الكاميرون، بوركينافاسو، مالي، موريتانيا، السنغال وغامبيا، وبناء على دراسات مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية، تظل منطقة دول الساحل واحدة من مراكز العمليات الانسانية الرئيسية في العالم في عام 2016م ، ومن المتوقع أن يعاني 23،5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي والرعاية الصحية ومن سوء التغذية الحاد، ونقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، والتعليم ، كما اجبرت النزاعات المسلحة والعنف الشديد والعمليات العسكرية 4.5 مليون شخص على النزوح.
و يشار إلى أن قطر الخيرية تؤكد على تعاونها مع المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة،، لما لهذا التعاون من نتائج إيجابية تنعكس على واقع العمل الإنساني الدولي، وهنالك علاقة متميزة بين قطر الخيرية ومكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، خاصة على مستوى التنسيق.