نهوض ونجاح بعد خسارة كل شيء!

نهوض ونجاح بعد خسارة كل شيء!

11/06/2017


من اللحظات التي ينهار فيها الإنسان هي تلك التي يخسر فيها كل ما يملك من ثروة بكل ما يصاحبها من سهر وكد وتعب، خصوصا إذا كان قد فقدها بفعل همجي متعمد، ففي هذه اللحظة ينهار الإنسان ويفقد الأمل، لكن من الرجال من يمتلك عزيمة وإرادة واستعدادا للانطلاق من تحت الرماد من جديد،  ليستعيد نشاطه بدل الاستسلام واليأس. 

التاجر الفلسطيني علي زايد المصري شكّل استثناء بإصراره وقوة إرادته وجديته في العمل حتى استعاد نشاطه في فترة وجيزة، كيف حصل ذلك، لنترك له المجال ليروي قصة نجاحه: "كنت أمتلك مزرعتين للدجاج في غزة تقدر قيمتهما بـ 2 مليون دولار، وذات يوم من أيام غزة الحزينة، وما أكثرها، توغلت جرافات للاحتلال ، قبيل الحرب على غزة 2008 وقامت بتدمير المزرعتين في لمح البصر. فوضت أمري لله، مرت فترة عصيبة علي، وبدأت الدنيا تضيق أمامي، قبل أن يقيض الله الفرج على أيادي قطر الخيرية. حصلت على 347 ألف ريال قطري في إطار (مشروع إعادة تأهيل قطاع الدواجن واللحوم الحمراء) الممول من طرف البنك الإسلامي للتنمية. وهنا بدأت الانطلاقة الجديدة، حيث قمت بتجهيز المزرعتين من جديد بكل ما يلزم، وما هي إلا شهور قليلة حتى استعدت نشاطي التجاري، الذي يعمل فيها عشرات العمال الذين يعيلون أسرهم، حيث نزود السوق المحلية في غزة بـ 4750 دجاجة يوميا، و5600 بيضة، وهو نجاح كبير ما كان له أن يتحقق لولا فضل الله ثم تدخل قطر الخيرية ومدها يد العون لي لتنتشلني في لحظة المحنة، وتنتشل عشرات العمال الذين يعملون في المزرعة وأسرهم من الفقر والبطالة، والله أسأل أن يتقبل ممن كان سببا في إعادة الأمل لمن كاد يفقده".

وأضاف المصري أن الكثيرين من التجار في قطاع غزة عادة ما يفقدون ممتلكاتهم كلما تعرضنا للحرب ، لكن يبقى الأمل وتبقى الإرادة لاستئناف الحياة والنشاط كلما توفرت الوسائل، "فنحن شعب لا يعرف الاستسلام، ولدينا إرادة على الصمود، ودوافع على تحقيق النجاح بأبسط الوسائل، قد، نخسر يوما كل شيء ثم ننطلق في اليوم التالي لنستعيد كل شيء، ونصيحتي للجميع دائما هي: لا تيأسوا ولا تستسلموا".