قرية "المتنافسون2" تمنح النازحين السوريين حياة

قرية "المتنافسون2" تمنح النازحين السوريين حياة جديدة


22/09/2015 | المتنافسون


  • المستفيدون: الانتقال من الخيام إلى الوحدات السكنية أحدث فرقا في حياة أطفالنا ووفر لنا الخصوصية الأسرية

بدأ السيد "طالب سراج" في غاية الارتياح والطمأنينة وهو يحدّث وفد قطر الخيرية عن النقلة التي أحدثتها الوحدة السكنية مسبقة الصنع في حياته وحياة أسرته منذ أن سكنها قبل ثمانية أشهر .

وتعد هذه الوحدة السكنية واحدة من ضمن 100 وحدة مماثلة، منحتها قطر الخيرية له ولأمثاله من النازحين السوريين الذين اضطرتهم ظروفهم لترك ديارهم وبيوتهم طلبا للأمان، في إطار قرية نفذتها بدعم من محسني دولة قطر في ضاحية سجّو على الحدود السورية التركية، وأطلقت عليها اسم " قرية المتنافسون 2" .

قال طالب لوفد قطر الخيرية الذي قام بزيارة للقرية، إنه عانى هو وأسرته  المكونة من 6 أفراد لمدة عام ونصف العام لأنه كان يسكن في خيمة بمخيم السلامة  الحدودي لا تقيهم برد الشتاء أو حرّ الصيف، وتذكر كيف كان البرد ينخر عظام صغاره خصوصا عند نزول الأمطار والثلوج ، وكيف كانوا يتأذون من الحشرات ومن الفئران والجرذان ، فضلا عن الصعوبات التي تكتنف قضاء الحاجة والتحمم .

صديقة البيئة

وأضاف طالب : إنه يشعر هنا براحة كبيرة، وكأنه في بيته الذي اضطر لتركه في سوريا ، ففي هذا المسكن الصغير تتوفّر الخصوصية الأسرية له ، ومن خلاله تم طرد شبح البرد،  لأنه يستطيع أن يتدفّأ بالمدفأة شتاء، ويستخدم المروحة صيفا ويحفظ طعامه في ثلاجة صغيرة ، بفضل توصيل البيت بالطاقة الشمسية الصديقة للبيئة، بواسطة مجمّع للطاقة وشاحن .

وانضم للمتحدثين أحد ساكني القرية وهو السيد حسن زيات، الذي قال لوفد قطر الخيرية: أحسسنا أنا وأسرتي التي تتكون من 7 أفراد بفارق كبير بعد أن انتقلنا لهذه الوحدة السكنية، وحياتنا باتت أكثر استقرارا ، هنا نشعر براحة أكثر في النوم ، لأن البيت مرتفع عن مستوى الارض، بينما كنا ننام على أرض غير مستوية  يصيبها البلل ويتسرب من مساماتها البرد، ونكون في نفس الوقت فريسة أسهل للحشرات، وهنا نشعر بستر أكبر وخصوصية أفضل بعد ان نغلق الباب، كما صار يتوفر لأولادنا مدرسة يتلقون تحصليهم العلمي فيها متذكرا معاناة عام كامل قضاها في الخيام .

وقد توجّه كل من طالب سراج وحسن زيات نيابة عن سكان "قرية المتنافسون 2 "  بالشكر الجزيل لمحسني قطر على إقامة هذه القرى والمدن السكنية للنازحين السوريين، وناشدوهم الاهتمام بجانب المأوى من أجل حفظ الكرامة الإنسانية لآلاف السوريين الذين ما يزالون  يعيشون في الخيام حتى الآن .

وقد ضمّ وفد قطر الخيرية التي زار القرية كلا من السيد محمد عبد الله اليافعي المدير التنفيذي لإدارة الشؤون المساندة،  والسيد إبراهيم زينل المدير التنفيذي لإدارة التنمية الدولية بالإنابة.

وتتكون "قرية المتنافسون 2" للنازحين السوريين التي بدا الانتفاع بها منذ بداية العام الحالي من 100 وحدة سكنية تستوعب 600 شخص ، وتبلغ مساحة كل منها 17.5 مترا مربعا، وتتضمن غرفتين، إضافة إلى مسجد و مدرسة وعيادة طبية، ونقاط لتوزيع المياه وأخرى لتجميع النفايات، وحمامات، ومغاسل، وملاعب للأطفال، وتعتبر القرية صديقة للبيئة لاستخدامها الطاقة الشمسية، وقد تم تزويد كل أسرة بثلاجة ومروحة وموقد غاز وراديو و6 فرش و6 بطانيات وستائر وسجاد للأرضية، وخزانة ملابس وحافظة للماء ، وقد بلغت تكلفة القرية حوالي 2.6 مليون ريال وأنجزت نهاية العام الماضي. 

وتم تسمية القرية بـ " المتنافسون 2 " لأن من قام بتمويلها هم مجموعة شباب من نجوم المجتمع القطري في إطار مسابقة " المتنافسون" التي أقيمت تحت مظلة قطر الخيرية، بهدف إشراك المجتمع بطريقة فريدة في العمل الخيري، واستثمار نجومية هذه الشريحة في خدمة العمل الإنساني . وقد تمكن المشاركون فيها خلال 45 يوما، في النصف الاول من عام 2014، من جمع 12 مليون ريال لصالح المتضررين من أبناء الشعب السوري.

تمويل مشاريع أخرى

وإضافة لهذه القرية قامت مسابقة المتنافسون 2  بتمويل تشغيل عدد من المشاريع لمدد مختلفة منها تشغيل المخبز المتنقل بالداخل السوري ، وتشغيل  مشفى الأمل على الحدود التركية السورية ، وتشغيل المخبر القطري بالريحانية جنوبي تركيا ، وتشغيل مخبز المتنافسون في مدينة كلس على الحدود التركية السورية، إضافة لكفالة عدد من الأسر النازحة، كما قام المشاركون في مسابقة المتنافسون 2  بتدشين بعض المشاريع لصالح اللاجئين السوريين بالأردن العام الماضي، ومن بين هذه المشاريع افتتاح أكبر مسجد في مخيم الزعتري الخاص باللاجئين السوريين يتسع لأكثر من 500 مصل ، والتبرع بجهاز فحص بالأشعة فوق الصوتية (ultra sound) يسمح للمركز بإجراء معاينة وفحوص لحوالي 2000 مريض شهريا وخاصة من النساء الحوامل وذلك بمعدل يقترب من 70 معاينة يوميا، ، وتوزيع بعض المستلزمات والمعدات المنزلية الأساسية على الأسر السورية في عمّان شملت ثلاجات وغسالات وغاز وفرش وأدوات مطبخ وغيرها من الضرورات المنزلية ، بالإضافة إلى رعاية وكفالة الأيتام وتوزيع مواد غذائية ومياه صالحة للشرب وافتتاح مسجد آخر بمنطقة النهضة بمدينة المفرق.

يذكر ان قطر الخيرية انتهت حتى الآن من تشييد 4 قرى للنازحين السوريين تشتمل على 400 وحدة سكنية مسبقة الصنع، وستنتهي في شهر نوفمبر القادم من تشييد مدينة الريان السكنية التي تعد أكبر مدينة سكنية نموذجية للنازحين السوريين بقيمة 40 مليون ريال، ليكون إجمالي هذه الوحدات السكنية 1400 وحدة مع المرافق الخدمية اللازمة لها

 

يمكنكم التبرع لدعم مشاريع قرى النازحين السوريين من خلال الرابط : اضغط هنا