
افتتحت قطر الخيرية في الفترة الأخيرة 13 مركزا صحيا بمناطق مختلفة من بنغلاديش، وذلك لفائدة 500,000 شخص هم سكان تلك المناطق، وبتكلفة بلغت أكثر من مليون ريال.
وسعيا من قطر الخيرية في أن يكون المستفيدون منها من الفئات الأكثر احتياجا فقد تم تنفيذ هذه المشاريع في مناطق ينتشر فيها الفقر، وهي بابنا - كيشورغنج -غازي بور-ناوغون-مداري بور-بورغونا- غايبندا- باريشال.
خدمات شاملة
وقد قامت الجمعية بتزويد هذه المراكز بالأدوية والأدوات الطبية اللازمة لخدمات العيادة الخارجية؛ بما في ذلك الفحوص الطبية الروتيني؛ كما تقوم قطر الخيرية بتسيير هذه المشاريع؛ إما بصورة مباشرة، أو من خلال التعاون مع اللجان المحلية، بهدف تقديم خدمات الرعاية الطبية الأساسية على أحسن وجه.
وقد قال مدير مكتب قطر الخيرية ببنغلاديش السيد محمد أمين حافظ بهذه المناسبة إن الجمعية نفذت هذه المشاريع في إطار سعيها الحثيث لتقديم خدمات شاملة للمحتاجين في بنغلادش؛ وخاصة في المجالات الأساسية للحياة والتي يأتي قطاع الصحة على رأسها.
وأضاف السيد أمين أن قطر الخيرية كثفت من أنشطتها الصحية لما لها من أهمية في العملية التنموية؛ منوها إلى أن المراكز كلها تقع في مناطق ريفية نائية ينتشر فيها الفقر والجهل؛ الشيء الذي يجعل السكان في أمس الحاجة إلى هذه المشاريع.
وبين السيد أمين أن هذه المشاريع ستنقذ حياة الكثير من سكان تلك المناطق؛ خصوصا من مرضى الأمراض المزمنة، والنساء والأطفال الذين يعتبرون أول ضحايا انعدام الخدمات الصحية، وقطع المسافات الطويلة في رحلة الاستشفاء.
وختم السيد مدير المكتب كلمته بقوله إن قطر الخيرية ستواصل جهودها ومشاريعها الخيرية والإنسانية؛ لما في ذلك انسجام مع رسالتها الموجهة إلى الفقراء والمحتاجين والمنكوبين.
مستشفى ومعهد طبي
تجدر الإشارة إلى أن قطر الخيرية في الفترة الأخيرة وفي إطار تركيزها على الجانب الصحي نفذت مشروعا طبيا يتعلق بالمستشفى والمعهد الطبي القطري الذي كلف 560,000 ريال، ويقدم الخدمات الصحية لـ 100,000 شخص، وتتوفر به كل أشكال العلاج بما في ذلك العيادات الداخلية والخارجية، والتحاليل الطبية، والأشعة، والأدوية، بالإضافة إلى التدريب على المهن الطبية المساعدة كالتمريض, وفنيي المختبرات والأشعة والمساعدين الصيدلانيين، وهذا النوع من التدريب مهم جدا لأنه يوفر الكادر الطبي المؤهل للعمل بالمناطق النائية التي يرفض الأطباء والأخصائيون في الأشعة والتحاليل الذهاب إليها نظرا لبعدها، مما يجعل سكان هذه المناطق عرضة لتحايل المشعوذين الذين يدعون أن لهم مهارات في معالجة جميع الأمراض، الأمر الذي يعرض حياة سكان المناطق النائية للخطر الشديد؛ ولذلك فإن وجود هؤلاء المتدربين على المهن الطبية المساعدة في مثل هذه المناطق النائية يغني سكانها عن الذهاب للمشعوذين ويمكنهم من الحصول على الخدمات الطبية الجيدة وبتكاليف قليلة، ويحميهم من المخاطر والمضاعفات الصحية التي تنتج من الذهاب للمشعوذين لتلقي العلاج.
تنمية مستدامة
وتحتل بنغلادش البالغ عدد سكانها 170 مليون نسمة مركزا عالميا متقدما من حيث الاكتظاظ السكاني؛ حيث إن هناك حوالي 1100 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد؛ بينما المعدل العالمي حوالي 44 شخصا الكيلومتر المربع؛ إضافة إلى أنها لا تملك ثورات طبيعية، واعتمادها بشكل أساسي على القطاع الزراعي؛ الأمر الذي يجعلها من أكثر الدول فقرا وعليه فإن السكان بحاجة ماسة للمساعدة وخاصة فيما يتعلق بالمناطق النائية؛ لتوفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر احتياجا كالأيتام والأرامل وفقراء المجتمع.
ونظرا لهذه الظروف الصعبة لغالبية سكان بنغلادش، ولما تمثله مساعدة الإنسان من أهمية في الرسالة الأخلاقية لقطر الخيرية، وما يمكن أن تلعبه تلك المساعدة من دور في التنمية المستدامة، وذلك من خلال زيادة الإنتاج، ورفع المستوى المعيشي؛ وبالتالي تحسين دخل الأسر الأكثر فقرا واحتياجا.. ولما تخلقه من فرص لطاقات معطلة، فقد جاءت هذه المشاريع في ذلك السياق؛ إذ تحرص قطر الخيرية على المشاريع النوعية ذات الجدوى، وتوسيع دائرة عدد المستفيدين منها، ودورها في العملية التنموية المجتمعية، وما يمكن لها أن تترك من أثر إيجابي على حياة الناس.
يمكنكم التبرع لدعم مثل هذه المشاريع من خلال الرابط : إضغط هنا